Explain
بواسطة عمليات فكرية محضة، ولكننا نفهم
Understand
بواسطة النشاط المشترك لجميع القوى الذهنية في الإدراك.» ويعبر دلتاي عن هذه الكفرة في عبارته المحكمة الشهيرة: «نحن نفسر الطبيعة، أما الإنسان فينبغي علينا أن نفهمه.» الفهم إذن هو العملية الذهنية التي يتم لنا بواسطتها إدراك الإنسانية الحية، إنها الفعل الذي يشكل أفضل اتصال لنا بالحياة ذاتها، وللفهم
Understanding ، شأنه شأن الخبرة المعاشة
Erlebnis ، امتلاء معين يند عن التنظير العقلي.
يفتح لنا الفهم عالم الأشخاص الفرديين، وهو بذلك يفتح لنا أيضا الاحتمالات الكامنة في طبيعتنا نحن، ليس الفهم مجرد فعل فكري، وإنما هو انتقال وإعادة معايشة العالم كما يجده شخص آخر في الخبرة المعاشة، وليس الفهم عملية مقارنة واعية تأملية، بل عملية تفكير صامت يتم فيها انتقال المرء بطريقة سابقة على التأمل إلى دخيلة الشخص الآخر، إن المرء ليعيد اكتشاف نفسه في الشخص الآخر.
ثمة حقيقة أخرى تبرز الطريقة التي يختلف بها الفهم عن مجرد التفسير العلمي، وهي أن للفهم قيمة في ذاته بمعزل عن أي اعتبارات عملية، فالفهم ليس بالضرورة وسيلة لشيء آخر، بل هو خير بحد ذاته، فمن خلال الفهم وحده نلتقي بالجوانب الشخصية وغير التصورية من الواقع: «إن لغز «الشخص» ليجذبنا من أجل ذاته فحسب إلى محاولات للفهم تزداد جدة وعمقا على الدوام.» وفي مثل هذا الفهم يبزغ عالم الفرد، ذلك العالم الذي يشتمل على الإنسان وإبداعاته، ها هنا تكمن وظيفة الفهم الملائمة للدراسات الإنسانية على أتم وجه، ويؤكد دلتاي، مثلما أكد سلفه شلايرماخر من قبل، أن الدراسات الإنسانية تتريث بحب عند «الجزئي» من أجل ذاته، أما التفسيرات العلمية، فهي قلما تقدر في ذاتها، بل تقدر من أجل شيء آخر، وحين تكون بعض الرسائل العلمية ممتعة لنا بحد ذاتها (كما هو الحال مع رسالة لوكريتس «في طبيعة الأشياء») فنحن إنما نراها على أنها مفاتيح لفهم الطبيعة الداخلية للإنسان؛ إننا، بمعنى أصح، نلج إلى داخل الدراسات الإنسانية ومقولات الفهم وليس إلى مجرد التفسير. (4) معنى «التاريخية» في هرمنيوطيقا دلتاي
ولو طار جبريل بقية عمره
عن الدهر ما اسطاع الخروج من الدهر
صفحة غير معروفة