وذكروا أن الحوض كان به مدفونا // 64 // حكيمه الذي احتكمه فلما أخذت المدينة من أهريقل أرسل جاسوسا في صفة راهب بأموال كثيرة ودخل إلى المدينة وتوصل إلى ملكها فقال له: إن بالحوض ذخيرة من ذخائر الحكماء وحسن له فتحه ففتحه الملك فبطل استخدامه.
وذكروا أيضا أن بقرب كرم إيماس وجامع السلسلة بحري طرف الكرم قصر مغلق وعليه غلق كبير فلم أزل أسأل عن ذلك قال بعضهم أنه كان به رصد الأتربة كل من رمى على بابه كناسة يصبح يراها على كرم إيماس فلا يزال الملعون جاسوس أهريقل يحسن للملك فتح ذلك المكان فأمر بفتحه ففتح فوجد به مكنسة من نحاس // 65 // على زلطة سوداء فلما أن فتح بطلت حركة ذلك.
وباب المدينة الشرقي الذي يسمى باب محمد صلى الله عليه وسلم كان سكنى للوزير الكبير فنام ليلة فرأى في منامه أن بالباب شهداء استشهدوا بالوقعة ودفنوا به فشكوا من دوس النعال فلما أصبح الصباح ذكر ذلك للملك فأمر بسده ويفتح باب الأخضر الكبير وكان الملك يعمل به مولدا في كل ليلة جمعة والباب الغربي الذي قتل فيه ابن الملك أهريقل ذكر أن بها من المسلمين ألف وأربع مئة شهيد.
وأما الباب الثاني فهو لوزيره الثاني// 66// فكنا ليلة تكون نوبتنا نسمع مجالس الذكر كضجيج الحج فنظن أن الوقعة بالمدينة. وبها مئة وثمانون مدرسة لطلب العلم حتى كان بالمدينة حطابون تكتب على الفتاوى ولاترى في المدينة ترابا ولاحصوة ولايعلوها دخان.
وفي كل عام تأتي مركب من أهريقل للمدينة بها مئة صبط حاملين الزلط الأسود منكسين الرؤس يرصدونها بداخل الصور ومعهم هدايا وذلك كله لأجل زيارتهم كنيسة ولد أهريقل التي قتل بها وهي بوسط البلد ولها شهرة بعمارتها وبنائها بقرب مسجد يقال له قيلولا في الصف القبلي يصعد إليه بسلم من // 67// هيصم وهو مشهور بكثرة العلماء وبها مسجد بابن عرف به ستون شهيدا دفنوا به.
صفحة ٢٥