52-
حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا أصبغ، حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب // 44// أن المقوقس الرومي الذي كان ملكا على مصر صالح عمرو بن العاص على أن يسير من الروم من أراد أن يسيره ويقر من أراد الإقامة من الروم على أمر قد سماه وأن يعرض على القبط دينارين عن كل رجل منهم فبلغ ذلك هرقل ملك الروم فسخط أشد السخط ثم أنكر ذلك أشد الإنكار فنفر الجيوش فغلقوا الإسكندرية وآذنوا عمرو بن العاص بالحرب فخرج إليه المقوقس فقال: أسألك ثلاثا قال: وما هن قال: لاتبذل للروم مثل الذي بذلت لي فإني قد نصحت لهم واستفوا نصيحتي ولاتنقض بالقبط فإن النقض لم يأت من قبلهم وأدني من ذين إذا //45// أنا مت فادفني في أبي يحنس فقال: وهذه أهونهن. وكانت قرى مصر قد استبوا منها قرية يقال لها بكر ميت وقرية يقال لها الحنش وقرية يقال لها سلطيس فوقع سباياهم بالمدينة وغيرها فرد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أهل الحنش إلى قراهم وصيرها وجماعة القبط وقاتل عمرو بن العاص - رضي الله عنه الروم حتى فتح الإسكندرية عنوة ... بغير عهد ولا عقد هي كلها صلحا في قول ابن أبي حبيب إلا الإسكندرية.
53-
حدثنا عبد الرحمان، حدثنا مطروح، حدثنا أصبغ بن الفرج، حدثنا ابن وهب // 46// قال: أخبرني الليث بن سعد عن زهرة ابن معبد قال: قال لي عمر بن عبد العزيز أين تسكن من مصر قلت أسكن الفسطاط قال لي فأين أنت من الإسكندرية قال: عزمت عليك لتسكن الإسكندرية يا أبا عقيل قال: ما على الأرض بلدة أحب إلي أن يكون قبري بالإسكندرية , قال الليث كنا نعود أبا عقيل وهو شديد المرض ونحن خائفون عليه فأتيناه غداة من ذلك فقال: رأيت الليلة عمر بن عبد العزيز فقال لي أين تسكن يا أبا عقيل فقلت بالإسكندرية منذ عزمت علي فقال: أبشر بما يسرك في دنياك //47 // وآخرتك مرتين فقلت له الحمد لله أما أنت فقد بشرك بأن لك الجنة.
صفحة ١٨