... وما الدهر والأيام إلا كما ترى رزية مال أو فراق حبيب (¬4) ... /وإن امرءا قد جرب الدهر لم يخف تقلب حاليه لغير لبيب 91أ
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الاعتبار ، قال : لما احتضر أيوب بن سليمان ابن عبد الملك ، دخل عليه أبوه وهو يجود بنفسه ، ومعه عمر بن عبد العزيز ، وسعد بن عتبة ، ورجاء بن حيوة ، فخنقته / العبرة ، وقال : ما يملك العبد أن يسبق إلى قلبه 91ب الوجد ، وليست منكم حشيمة ، وإني أجد في قلبي لوعة إن لم أسكنه بعبرة انصدعت كبدي كمدا ، أو أسفا ، فقال عمر بن عبد العزيز : يا أمير المؤمنين الصبر أولى بك ، فنظر إلى سعد ورجاء نظرة / مستعتب فقال له رجاء : يا أمير المؤمنين افعل ما لم يأت الأمر 92أ المفرط ، فقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على ابنه إبراهيم ، وقال : تدمع العين ، ويخشع القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب ، فبكى سليمان بكاء شديدا ، ثم رقأ عبرته ، وغسل وجهه ، ومات أيوب ، فلما فرغ / من دفنه وقف على قبره ، ثم نظر92ب إليه ، ثم قال :
كنت لنا أنسا ففارقتنا فالعيش من بعدك مر المذاق (¬1)
وأخرج ابن أبي الدنيا عن أيوب في الاعتبار ، عن عبد الله بن الأجلح الكندي ، قال : كانت امرأة من بني عامر بن صعصعة ، وكان لها تسعة من الأولاد ، فدخلوا غارا وأمهم/معهم ، فخرجت لحاجة ، وتركتهم ، فرجعت وقد سقط الغار عليهم ، فجعلت 93أ تسمع أنينهم حتى ماتوا فقالت :
صفحة ٣٦