أخرج مسلم / عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 46أ ما تعدون الرقوب فيكم ، قلنا : الذي لا يلد له ولد ، قال : ليس ذاك بالرقوب ، ولكن الرقوب الذي لم يقدم من ولده شيئا ، قال أبو عبيد : الرقوب في اللغة معناه فقد الأولاد في /الدنيا (¬1) ، فجعله الله فقدهم في الآخرة ، فكأنه حول الموضع إلى غيره، وأخرج البزار46 ب عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما تعدون الرقوب فيكم ، قالوا : هو الذي لا ولد له ، قال : هو الذي لا فرط له ، وأخرج أبو يعلى عن أبي هريرة / رضي47أ الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما تعدون الرقوب فيكم ، قالوا : الذي لا ولد له ، قال : هو الذي لا فرط له ، وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن معاوية بن قرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لناس من الأنصار : ما / تعدون47ب الرقوب فيكم ، قالوا : الذي لا ولد له ، قال :لا ، ولكنه الذي لا فرط له ، قال : فما تعدون العائل فيكم ، قالوا : الذي لا مال له ، قال : لا ، ولكنه الذي لم يقدم لنفسه خيرا ، وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء عن رجاء بن جميلة الأيلي ، رفعه إلى النبي صلى / الله عليه48أ وسلم ، قال : من مات ولم يقدم فرطا لم يدخل الجنة إلا تصريدا ، قيل : يا رسول الله وما الفرط ، قال : الولد ، وولد الولد ، والأخ الذي تخاويه في الله تعالى ، فمن لم يكن له فرط فأنا فرطه ، التصريد دون الري ، وأخرج ابن أبي / الدنيا عن عمرو بن شعيب48ب عن أبيه عن جده ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قدم من صلبه ذكرا لم يبلغ الحنث كان أفضل أن يخلف من بعده مائة كلهم يجاهدون في سبيل الله ، لا تسكن روعتهم إلى يوم القيامة ، وأخرج / ابن أبي الدنيا عن الحسن قال : قال رسول الله 49أ صلى الله عليه وسلم : لئن أقدم سقطا أحب إلي أن أخلف مائة فارس كلهم يقاتلون في سبيل الله تعالى ، وأخرج ابن أبي الدنيا عن أيوب بن موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للزبير : يا زبير/ إنك إن تقدم سقطا خير من أن تدع من بعدك من ولدك مائة كلهم 49 ب على فرس يجاهدون في سبيل الله ، وأخرج أبو نعيم ، والدمياطي عن نبيط بن شريط عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل قد حمل ولده : متعك الله / به ، أما إني لو50 أقلت لك : بارك الله فيه لفقدته ، وأخرج أبو نعيم في الحلية ، والبيهقي في شعب الإيمان عن كثير بن تميم الدري ، قال : كنت جالسا مع سعيد بن جبير ، فطلع عليه ابنه عبد الله ، وكان من أهل الفقه ، فقال سعيد : إني لأعلم خير خلة فيه ، قيل : وما قي ، / قال : 50ب أن يموت فأحتسبه ، وأخرج أبو نعيم عن عمرو بن ميمون بن مهران قال : كنت مع أبي ، فلقي مكحولا ومعه فتى ، فقال له أبي : من هذا ، قال : ابني ، قال : كيف رضاك عنه ، قال : ما بقيت خصلة من خصال الخير إلا قد رأيتها فيه إلا واحدة ، قال : وما هي ، قال : كنت أحب / أن يموت فأؤجر فيه ، وأخرج أبو نعيم عن أبي مسلم الخولاني قال : لئن 51 أيولد لي مولود يحسن الله نباته حتى إذا استوى شبابه ، وكان أعجب ما يكون إلا قبضه الله مني أحب إلي من أن تكون لي الدنيا وما فيها ، وفي برد الأكباد عن حميد / بن عبد51 ب الرحمن الحميري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأله رجل ، فقال : يا رسول الله مالي من ولدي ، قال : ما قدمت منهم ، قال : فمن خلفت من بعدي ، قال : لك منهم ما لمضر من ولده ، وقال حميد : لئن أقدم سقطا أحب إلي وأحسن ، وأخرج عن أبي الأخوص / عوف بن مالك الجشمي قال : دخلنا على ابن مسعود وعنده بنون له ثلاثة غلمان52أ كأنهم الدنانير حسنا ، فجعلنا نتعجب من حسنهم ، فقال : كأنكم تغبطون بهم ، قلنا : أي والله ، فرفع رأسه إلى سقف بيت له صغير ، قد عشعش فيه خطاف ، وباض ، فقال : والذي / نفسي بيده لأن أكون نفضت52ب يدي من تراب قبورهم أحب إلي من أن يسقط عش هذا الخطاف ، وينكسر بيضه ، وأخرج ابن المبارك في الزهد عن عياض بن عقبة الفهري أنه مات ابن له ، فلما نزل في قبره قال رجل : والله إن كان لسيد الجيش / فاحتسبه فقال : وما يمنعني ، وقد كان بالأمس من زينة الحياة الدنيا ، وهو اليوم53 أمن الباقيات الصالحات ، وأخرج حميد بن زنجويه من طريق الليث بن سعد عن زيدان بن حبيب أن ابنا للعياض بن عقبة حضرته الوفاة ، وعياض غائب ، فقالت أم / الغلام لو 53ب كان أبو وهب حاضرا (¬1) لقرت عينه ، قال الليث : فلما حضرت الوفاة عياض بن عقبة قال لأخيه أبي عبيد : ليهنيك الظفر ، قد كنت أرجو أن تكون قبلي فأحتسبك ، وأخرج حميد بن زنجويه عن سهيل بن الحنظلية الأنصاري ، وكان لا يولد له ولد ،( لأن يولد لي في الإسلام ولد ) (¬2) أو سقط / فأحتسبه أحب لي من أن تكون الدنيا لي جميعا . ... ... 54 أذكر كثرة الأجر في موت الولد :
أخرج أبو بكر محمد بن خلف ، المعروف بوكيع في كتاب الغرر من الأخبار ، والطبراني في الأوسط ، وأبو أحمد العسكري في المواعظ من طرق عن معاذ بن جبل ، / قال : مات ابن لي فكتب إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم : من محمد رسول الله54ب إلى معاذ بن جبل ، سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد ...
صفحة ٢١