[1.15.1]
ومن العرب قوم يقابلون غلو الشعوبية بحمية العربية فيدعون أنهم موالي العجم كلهم لأن الله هداهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وفك رقابهم من رق الكفر وعذاب النار وجعلوا ذلك قياسا على رق الكفر والأسر وليس هذا للعرب إلا على من وجب عليه سبي أو قتل فمنوا عليه واستحيوه فيكون ذاك قياسا على رق الملك. وأما من دخل في الإسلام رغدا وسارع إليه طوعا فليس لأحد عليه ولاء ولا لأحد عليه منة إلا لله جل وعز إذ هداه ثم لرسول الله صلى الله عليه ... لا يجب ما وجب ... ولا نعلم أن أحدا من صحابة رسول الله صلى الله عليه قال أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وكان سلمان يقول أنا سلمان بن الإسلام ولا يقول مولى رسول الله صلى الله عليه فأما أبو بكرة فكان يقول أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه لما حاصر أهل الطائف وقال أيما عبد نزل إلي فهو حر فتدلى أبو بكرة فعتق. حدثني زيد بن أخزم قال حدثنا سلم بن قتيبة عن أبي المنهال ... عن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه قال لما حاصر النبي صلى الله عليه الطائف تدليت ببكرة فقال كيف صنعت؟ يعني النبي صلى الله عليه فقلت تدليت ببكرة قال فأنت أبو بكرة. ومولى القوم منهم ومن أنفسهم بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[1.15.2]
العتبي عن أبيه عن أبي خالد عن أبيه قال قال يا بني وصيتي إياك بما أوصاني به مولاك كنت وصيفا لعمرو بن عتبة فأسلمني في المكتب فلما حذقت وتأدبت ... يا أبا يزيد فالتفت يمنة ... قال لي إياك أعني إنا معاشر و ... هو لموالينا بأسمائهم إنك أمس كنت لي وأنت اليوم مني وإن الناس لا ينسبون إلى آبائهم بولادتهم إياهم ولكن ينسبون إليهم بحكم الله فيهم ألا ترى لو أن رجلا أولد امرأة من غير حل لم يكن ولدها له ولدا فلما كان المولود من أبيه بحكم الله كان المولى من أقاربه بحكم رسول الله صلى الله عليه فاستدم النعمة عليك بالشكر عليها منك.
[1.15.3]
قال أبو محمد وما أحسن ما شبه عمرو بن عتبة عن أن قربى المولى بمواليه دون قربى الحميم العبيد وعلى مواليه أن ينصروه ويمنعوا عنه ويبدأوا به في الرفد والصدقة قبل الجار وابن السبيل من غير أن يكون لهم كفؤا في المناكحة ولا مثلا في الشرف لأن الكفاة هي المساواة والمعادلة ولن يستوي المنعم والمنعم عليه ولا الصانع والمصطنع إليه ولا اليد العليا ... أن ينكح في مواليه فقد ... صلى الله عليه وسلم وأبطل معنى الكفاة و ... يجوز أن ينكح فيهم وهم يرثونه ولا يرثهم ويكونون أولياءه في التزويج ولا يكون وليهم ولا شيء أشبه في النكاح من هذين الأمرين لأن الله جل وعز لما وضعه عن أن ... كان حريا بأن لا يتزوجها ولما وضعه عن أن يرثها كان خليقا بأن لا يطأها وأن لا يناسب المنعمين عليه فإن النكاح أحد النسبين قال الله عز وجل {وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا} فالنسب نسب القرابة والصهر نسب النكاح.
PARATEXT|
آخر الجزء الأول والحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله سيدنا محمد نبيه وآله الطاهرين. ويتلوه الجزء الثاني
2 الجزء الثاني في فضل العرب على العجم
صفحة غير معروفة