فقلت حاشا لله يا رسول الله، ما أكرههم وإنما كرهت منهم ما رأيت من تعصبهم على أهل السنة.
فقال لي: مسألة فقهية، أليس الولد العاق يلحق بالنسب؟ قلت: بلى يا رسول الله، فقال: هذا ولد عاق. فانتبهت، وقد زال بغضي لهم، وصرت لا ألقى أحدا من بني حسين أشراف المدينة إلا بالغت في إكرامه. ولله الحمد والمنة (1).
وقد ذكرت المذكور في كتاب: (درر العقود) ونعم الرجل هو.
وحدثني قاضي القضاة عز الدين عبد العزيز بن عبد العزيز بن عبد المحمود البكري البغدادي الحنبلي قال: رأيت في المنام كأني بمسجد رسول صلى الله عليه وآله وسلم، وقد انفتح القبر المقدس، وخرج منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجلس، وعليه أكفانه، وأشار بيده المقدسة أن تعال.
فقمت وجئت حتى دنوت منه، فقال لي: قل للمؤيد يفرج عن عجلان.
فانتبهت، وصعدت على عادتي إلى مجلس السلطان المؤيد شيخ، وأخذت أحلف أيمانا حرجة [141 / ب] أني ما رأيت عجلان قط، ولا بيني وبينه معرفة، ثم قصيت (2) عليه رؤياي، فسكت، وقمنا حتى انفض المجلس، فقام وخرج من مجلسه إلى دركاه (3) القلعة، ووقف عند مرماة نشاب (4) استجدها، ثم استدعى الشريف عجلان من سجنه، وأفرج عنه (5).
صفحة ١٣٧