11

الفاضل

الناشر

دار الكتب المصرية

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٢١ هـ

مكان النشر

القاهرة

وتحدّث عمر بن شبّة قال «١»: بينما ابن عباس فى المسجد الحرام وعنده ناس من الخوارج وابن الأزرق يسائلونه إذ أقبل عمر بن عبد الله بن أبى ربيعة فقال: أنشدنا، فأنشده: أمن آل نعم أنت غاد فمبكر ... غداة غد أم رائح فمهجّر حتى جاء على آخرها. فأقبل عليه ابن الأزرق فقال: تالله «٢» يابن عباس، إنا نضرب إليك أكباد الإبل عن أقاصى البلاد لنسألك عن الحلال والحرام فتتثاقل علينا، ويأتيك مترف من مترفى قريش فينشدك: رأت رجلا أيما إذا الشمس عارضت ... فيخزى وأمّا بالعشىّ فيخسر فقال ابن عبّاس: ليس هكذا. قال: فكيف قال؟: فأنشده: رأت رجلا أمّا إذا الشمس عارضت ... فيضحى وأمّا بالعشىّ فيخصر فقال: ما أراك إلّا وقد حفظت هذا البيت، قال: نعم! وإن شئت أن أنشدك القصيدة كلّها كما [أنشدك] أنشدتك، قال: نعم، فانّى أشاء، فأنشده القصيدة حتى جاء على آخرها، ثم أقبل على عمر فقال: أنشد، فأنشده: «٣» تشطّ غدا دار جيراننا فقال ابن عباس: وللّدار بعد غد أبعد فقال: كذا قلت! قال: كذا يكون- إن شاء الله- فاضطرب ابن أبى ربيعة وخجل، فقال له ابن عباس: إنما عنيت أنّك أنت قلته، قال: يا عمّ، فكيف علمت؟ فقال: لا يكون بعد هذا إلّا ذا.

1 / 11