مؤذيا وكان يلعن عليا ع كل يوم ألف مرة وكان يسبه يوم الجمعة أربعة آلاف مرة فغير الله ما به من نعمة وصار آية للسائلين فهو هذا اليوم يحبه وأخ لي يحب عليا منذ خرج من بطن أمه فقم إليه ولا تحتبس عنده والله يا سليمان لقد ركبت البغلة وإني يومئذ لجائع فقام معي الشيخ وأهل المسجد حتى صرنا إلى الدار قال الشيخ انظر لا تحتبس عنده فدفعت الباب وقد كان معي فإذا بشاب قد خرج إلي فلما رآني والبغلة تحتي قال والله ما كساك أبو فلان خلعته ولا أركبك بغلته إلا وأنت رجل تحب الله ورسوله ولئن أقررت عيني لأقرن عينيك والله يا سليمان إني لآنس بهذا الحديث الذي سمعته وتسمعه ثم قال فقلت
أخبرني أبي عن جدي عن أبيه قال كنا مع رسول الله ص جلوسا بباب داره وإذا بفاطمة ع قد أقبلت وهي حاملة الحسن وهي تبكي بكاء شديدا فاستقبلها ص وقال ما يبكيك لا أبكى الله لك عينا ثم تناول الحسن من يدها فقالت يا أبة إن نساء قريش يعيرنني ويقلن قد زوجك أبوك بفقير لا مال له فقال لها النبي ص يا فاطمة ما زوجتك أنا ولكن الله تعالى زوجك في السماء وشهد لك جبرئيل وميكائيل وإسرافيل اعلمي يا فاطمة أن الله تعالى اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيا ثم اطلع اطلاعة ثانية فاختار بعلك فجعله وصيا ثم زوجك به من فوق سبع سماواته وأمرني أن أزوجك به وأتخذه وصيا ووزيرا فعلي أشجعهم قلبا وأعلم الناس علما وأحلم الناس حلما وأحكم الناس حكما وأقدم الناس إيمانا وأسمحهم كفا وأحسن الناس خلقا يا فاطمة إني آخذ لواء الحمد ومفاتيح الجنة بيدي وأدفعها إلى علي بن أبي طالب ع فيكون آدم ومن دونه تحت لوائه يا فاطمة إني مقيم غدا عليا على حوضي يسقي من يرد عليه من أمتي يا فاطمة ابناك الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وكان قد سبق اسمهما في التوراة مع موسى بن عمران ع لكرامتهما عند الله يا فاطمة يكسى أبوك حلة من حلل الجنة ولواء الحمد بين يدي وأمتي
صفحة ١٢٠