فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل
تصانيف
لرفضه، ولو علم المسلمون إذا سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه.
وآخر رابع، لم يكذب على الله تعالى. ولا على رسوله (صلى الله عليه وآله)، مبغض الكذب خوفا لله تعالى، وتعظيما لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولم يهم، بل حفظ ما سمع لوجهه، فجاء به على ما سمعه، لم يزد فيه ولم ينقص منه، وحفظ الناسخ فعمل به، وحفظ المنسوخ فجنب عنه، وعرف الخاص والعام، فوضع كل شيء موضعه، وعرف المتشابه ومحكمه، وقد كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكلام له وجهان: فكلام خاص وكلام عام، فسمعه من لا يعرف ما عنى الله تعالى، به، ولا ما عنى به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيحمله السامع، ويوجهه على غير معرفة بمعناه، وما قصد به، وما أخرج من أجله، وليس كل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يسأله ويستفهمه، حتى أن كانوا ليحبون أن يجيء الأعرابي والطاري فيسأله حتى يسمعوا، وكان لا يمر بي من ذلك شيء إلا سألت عنه وحفظته، فهذا وجوه ما عليه الناس في اختلافهم، وعللهم في رواياتهم».
قال: قوله: وهما، الوهم: ما غلط فيه وتوهم، مثلا أنه عام وهو خاص، أو أنه ثابت وهو منسوخ، إلى غير ذلك. قوله: ليس له خامس، دليل على الحصر (1).
1052 ومن كتاب له له زاد الله تعالى شرفه وفضله في جواب كتاب كتبه معاوية بن أبي سفيان، وذاك هذا
من معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب. سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو . أما بعد، فإن الله اصطفى محمدا بعلمه، وجعله الأمين على وحيه، والرسول إلى خلقه، واجتبى له من المسلمين أعوانا أيده بهم، فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام، فكان أفضلهم في الإسلام وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة من بعده، وخليفة الخليفة من بعد خليفته، والثالث الخليفة عثمان المظلوم، فكلهم حسدت، وعلى كلهم بغيت، عرفنا ذلك في نظرك الشزر، وقولك الهجر، وفي تنفسك الصعداء. وإبطائك عن الخلفاء ... إلى أن قال في كتابه: وقد ذكر لي أنك تتنصل من دمه- يعني دم عثمان- فإن كنت صادقا فأمكنا من قتلة عثمان لنقتلهم به، ونحن
صفحة ٤٠٨