372

فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل‏

تصانيف

حسن جورا فقد جار، ذلة المتوقي شر زلة، وعلة الكذب أقبح علة، والفساد يبير الكثير، والاقتصاد يثمر اليسير، ولا خير في لذة تعقب ندما.

أي بني، لن يهلك من اقتصد، ولن يفتقر من زهد.

أبي بني، تمام الإخلاص تجنب المعاصي، وخير المقال ما صدقه الفعال، والسلامة مع الاستقامة، والدعاء مفتاح الرحمة.

أي بني، سل عن الرفيق ثم الطريق، والجار قبل الدار، وعود نفسك السماح، وإياك أن تذكر من الكلام قدرا، أو تكون مضحكا وإن حكيت ذلك عن غيرك، وأقبل عذر من اعتذر إليك، وخذ العفو من الناس، ولا تبلغ من أحد مكروهه، وأطع أخاك وإن عصاك، وصله وإن جفاك، وأنصف من نفسك قبل أن ينتصف منك، وإياك ومشاورة النساء، فإن رأيهن إلى الأفن، وعزمهن إلى الوهن، واكفف عليهن من أبصارهن يحجبك إياهن، فإن شدة الحجاب خير لك ولهن من الارتياب، وليس خروجهن بأشد من دخول من لا تثق به عليهن، وإن استطعت أن لا يعرفن غيرك فافعل، ولا تمكن المرأة من الأمر ما جاوز نفسها، فإن ذلك أنعم لحالها، وأرخى لبالها، وأدوم لجمالها، وإنما المرأة ريحانة وليست بقهرمانة، ولا تعد بكرامتها نفسها، ولا تعطها إن تشفع لغيرها، فيميل من شفعت له عليك معها، ولا تطل الخلوة مع النساء فتمللنك أو تملهن، واستبق من نفسك بقية، فإن إمساكك عنهن- وهن يرينك ذو اقتدار- خير من أن يعثرن منك على انكسار، وإياك والتغاير في غير موضع غيرة، فإن ذلك يدعو الصحيحة منهن إلى السقم، ولكن أحكم أمر هن، فإن رأيت ذنبا فعاجل النكير على الصغير والكبير، وإياك أن تعاتب بغير ذنب، فيعظم الذنب ويهون العتب.

أي بني، أحسن لمماليكك الأدب واقلل الغضب، ولا تكثر العتب في غير ذنب، فإن استحق أحد منهم ذنبا فاحسن العفو مع العدل، فإن العدل أشد من الضرب لمن كان له عقل، ولا تمسكن لمن لا عقل له، وخف القصاص، واجعل لكل منهم عملا تأخذه به، فإنه أحرى أن لا يتواكلوا.

أي بني، أكرم عشيرتك، فإنهم جناحك الذي به تطير ، وأصلك الذي إليه تصير، فإنك بهم تصول وهم العدة عند الشدائد، فأكرم كريمهم، وعد عن سفيههم، وأشركهم في أمورهم، ويسر عن معسرهم.

صفحة ٤٠٢