331

فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل‏

تصانيف

أقول: كرامات مولانا أمير المؤمنين أكثر من أن يعد ببنان البيان، ومقاماته أكبر من أن يحد ولو كان مدى الزمان، فإن كراماته تتجدد بتجدد الشهور والأعوام، ولا تنحصر في زمانه، بل تتكرر بتكرر الدهور والأيام، فمن كرائم الكرامات التي تدل على أعاظم المقامات التي شوهدت في زماننا بالعيان وليس لأحد إنكارها، لغاية الظهور والبيان:

967 ما وجد في بلدة نيريز على حجر رحى بعد ما كانت تطحن من سنين، وكان على مرأى ومسمع أهل البلد من بنات وبنين، مكتوبا بخط أبيض قوي على دور الحجر متفرقا هذه الأسماء السوامي، كأنه خطه الخطاط متبينا متحققا: الله محمد علي فاطمة حسن حسين، فجعل الناس يزورون ذلك الحجر ويتبركون به، وأنا من جملتهم، حشرنا الله مع نبينا محمد وأهل بيته وزمرتهم، وذلك في عشر عشرين وثمانمائة.

968 ومنها: ما ظهر في عشر ستين وثمانمائة في بلدة نيريز أيضا، وشاع حكايته، وذاع روايته، وفاض خبره فيضا، وذلك أنه وجد مكتوبا على حجر أحمر كان في بناء من لدن مائتين سنين اسم مولانا علي، بخط أبيض جلي، بحيث يقرأ من بعيد، ويستبين بهذه الصورة: علي ولي.

وأعجب من ذلك أنه بعد ما شاع هذا الأثر واشتهر ذكره بين الخلق وانتشر، عمد شقي لإظهار شقاوته وكسر العين واللام من هذا الحجر، فانكسر لذلك خاطر كل سعيد محب وانزجر، وبقي كذلك قريبا من سنة، إذ نبا بقدرة الله نبوا موضع الكسر بظهور الحرفين المكسورين، وكان أبيض وأصفى من الأول، ولم يبق لمؤمن مصدق شك ولا ريب، وأنا أخذت هذا الحجر المكرم ووضعته فوق باب داري، فالآن يزار ويشار إليه، مصونا من تناول كل شقي مماري، وقد نظمت ذلك كما وجدته هنالك، وهو هذا:

ولاء علي في الفؤاد لثابت

فما زال الحب في النقش كالحجر

لقد كتب الله العلي ولاءه

على خلقه فانظره في النقش كالحجر

صفحة ٣٥٣