فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل
تصانيف
806 ورواه الزرندي ولفظه، قال رضى الله عنه: العلم ستة أسداس، فلعلي من ذلك خمسة أسداس، وللناس سدس، ولقد شاركنا في سدسنا، حتى لهو أعلم به منا (1).
[أقول:] وإني وجدت في هذه الأيام على بعض الكتب ما هذه صورته، قال بعض العرفاء المتحققين: العلم إذا أطلق في عرف الشرع وعلوم الشرع يتبادر علم الفقه، والمراد بالعلم هنا العلم بالأحكام، ولا شبهة أن عليا (عليه السلام) كان له علم بالأحكام، كما تنادي به القصص المذكورة في الأحاديث الصحيحة المشهورة، وليس المراد بالعلم المعرفة بالله، فإن أبا بكر كان أعرف بالله بعد النبيين، ولهذا قال (صلى الله عليه وآله): ما صب الله في صدري شيئا إلا صببته في صدر أبي بكر، والله سبحانه أعلم.
فقلت مستعينا بالله تعالى، ومصليا على رسوله محمد وآله في الآخرة والأولى:
كيف ساغ عند الفهم الموفق التفوه بذلك، وأنى راغ الفطن المحقق إلى هذه المسالك؟
ومن قيد (2) من الناس هذا المطلق بتخصيص الأحكام وبما قاس ما قاس، فقد فقد بناؤه الإحكام.
ولم لم يقس اتساع علم المرتضى وشموله بأحواله وأقواله في المعارف والدقائق، ولم لم يبن بناؤه على ما روي عنه من شرائف الحقائق في الأحكام ما قال المرتضى:
807 قال: «لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا في باء بسم الله» (3).
وقد قال مجاهدا به في الأعداء والأحباب، أفي الأحكام ما قال المرتضى:
808 قال: «علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألف باب، كل باب يفتح إلي ألف باب» (4).
وهذا علماء المعرفة سلفا وخلفا مطبقون على أن المرتضى هو المخصوص بعلوم المعارف، وعظماء الأمة سابقا ولاحقا متفقون على أنه هو مرجع كل محقق عارف:
صفحة ٢٧٨