كتاب فضائل الشام

ابن رجب الحنبلي ت. 795 هجري
47

كتاب فضائل الشام

محقق

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

الناشر

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

تصانيف

وعن ثور بن يزيد قال: قدس الأرض الشام، وقدس الشام فلسطين، وقدس فلسطين: بيت المقدس، وقدس: بيت المقدس الجبل، وقدس الجبل: المسجد، وقدس المسجد: القبة. واعلم أن البركة في الشام تشمل البركة في أمور الدين والدنيا، ولهذا سميت: الأرض المقدسة. قال -تعالى- حاكيًا عن موسى ﵇: ﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٢١]. ولما "قال النبي ﷺ لأبي ذر: كيف تصنع إن أخرجت من المدينة؟ قال: أنطلق إِلَى الشام والأرض المقدسة المباركة". وقد خرّجه الإمام أحمد (١) وغيره. وفي رواية الإمام أحمد (٢) قال: "الحق بالشام؛ فإن الشام أرض الهجرة، وأرض المحشر وأرض الأنبياء". وكتب أبو الدرداء إِلَى سلمان: هلمَّ إِلَى أرض الجهاد. قال قتادة: الأرض المقدسة: أرض الشام. وقال عكرمة والسدي: هي أريحا. وقال الكلبي: دمشق وفلسطين، والمراد بالمقدسة المطهرة من الشرك وتوابعه، ولذلك كانت أرض الأنبياء. قال ضمرة بن ربيعة: سمعت أنَّه لم يبعث [نبي] (٣) إلا من الشام، فإن لم يكن فيها أُسري به إليها. وروى الوليد بن مسلم، حدثنا عفير بن معدان، عن (سليم) (٤) بن عامر،

(١) (٥/ ١٥٦). (٢) (٦/ ٤٥٧). (٣) زيادة من "تاريخ دمشق" (١/ ١٥٤). (٤) في الأصل "سالم"، والتصويب من تاريخ دمشق (١/ ١٥٤).

3 / 224