فضائل القرآن للقاسم بن سلام
محقق
مروان العطية، ومحسن خرابة، ووفاء تقي الدين
الناشر
دار ابن كثير دمشق
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٥ هـ -١٩٩٥ م
مكان النشر
بيروت
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنَ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: ذُكِرَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: «ذَاكَ رَجُلٌ لَا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَقَدْ ذَكَرْنَا تَفْسِيرَ التَّوَسُّدِ عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ سُئِلَ عَمَّنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَنَامُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ، لَعَنَ اللَّهُ ذَاكَ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَدْ سَمَّاهُ أُرَاهُ عَمَّارَ بْنَ سَيْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: ⦗١٢٨⦘ " قُرَّاءُ الْقُرْآنِ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ: فَصِنْفٌ اتَّخَذُوهُ بِضَاعَةً يَأْكُلُونَ بِهِ، وَصِنْفٌ أَقَامُوا حُرُوفَهُ وَضَيَّعُوا حُدُودَهُ، وَاسْتَطَالُوا بِهِ عَلَى أَهْلِ بِلَادِهِمْ، وَاسْتَدَرُّوا بِهِ الْوُلَاةَ كَثُرَ هَذَا الضَّرْبُ مِنْ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ، لَا كَثَّرَهُمُ اللَّهُ، وَصِنْفٌ عَمَدُوا إِلَى دَوَاءِ الْقُرْآنِ فَوَضَعُوهُ عَلَى دَاءِ قُلُوبِهِمْ فَوَكَدُوا بِهِ فِي مَحَارِيبِهِمْ وَحَنُوا بِهِ فِي بَرَانِسِهِمْ، وَاسْتَشْعَرُوا الْخَوْفَ، وَارْتَدُوا الْحُزْنَ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يَسْقِي اللَّهُ بِهِمُ الْغَيْثَ، وَيَنْصُرُ بِهِمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ، وَاللَّهِ لَهَذَا الضَّرْبُ فِي حَمَلَةِ الْقُرْآنِ أَعَزُّ مِنَ الْكَبْرِيتِ الْأَحْمَرِ "
1 / 127