يصلح إِخْرَاجه إِلَّا فِي الشواهد والمتابعات وَهَذَا بَاب فِيهِ غموض وَطَرِيقَة معرفَة طَبَقَات الروَاة عَن رَاوِي الأَصْل ومراتب مداركهم ولنوضح ذَلِك بمثال وَهُوَ أَن تعلم مثلا أَن أَصْحَاب الزُّهْرِيّ على طَبَقَات خمس وَلكُل طبقَة مِنْهَا مزية على الَّتِي تَلِيهَا وتفاوت
فَمن كَانَ الطَّبَقَة الأولى فَهُوَ الْغَايَة فِي الصِّحَّة وَهُوَ غَايَة مقصد البُخَارِيّ
والطبقة الثَّانِيَة شاركت الأولى فِي الْعَدَالَة غير أَن الأولى جمعت بَين الْحِفْظ والإتقان وَبَين طول الْمُلَازمَة لِلزهْرِيِّ حَتَّى كَانَ فيهم من يزامله فِي السّفر ويزامله فِي الْحَضَر والطبقة الثَّانِيَة لم تلازم الزُّهْرِيّ إِلَّا مُدَّة يسيرَة فَلم تمارس حَدِيثه وَكَانُوا فِي الإتقان دون الطَّبَقَة الأولى وهم شَرط مُسلم
والطبقة الثَّالِثَة جمَاعَة لزموا الزُّهْرِيّ مثل أهل الطَّبَقَة الأولى غير انهم لم يسلمُوا عَن غوائل الْجرْح فهم بَين الرَّد وَالْقَبُول وهم شَرط أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ
والطبقة الرَّابِعَة قوم شاركوا أهل الطَّبَقَة الثَّالِثَة فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل وتفردوا بقلة ممارستهم لحَدِيث الزُّهْرِيّ لأَنهم لم يصاحبوا الزُّهْرِيّ كثيرا وَهُوَ شَرط أبي عِيسَى وَفِي الْحَقِيقَة شَرط التِّرْمِذِيّ أبلغ من شَرط أبي دَاوُد لِأَن
1 / 35