الله سبحانه، حيث جعل الحكمة من إنزاله إعمال العقل والتفكر والتدبر في آياته بقوله: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾.
فرتّب تعالى التذكر على التدبر، فلا يتحقق تذكر ولا اهتداء إلا بعد التدبر.
كما أوْضح القرآن الكريم وأثبت أنّ التدبر والتفكّر من أدل الدلالات على وحدانية الله، وإذا ما تأمّل المرء في نفسه وفي الآيات حوله يرى من عجائب الآيات والبراهين ما لا يملك معها إلا التسليم ﴿وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا﴾.
والقرآن العظيم كثيرًا ما يثير العقل ويدعوه إلى التدبر ليصل إلى النتيجة فخاطبه بما يناسب عقله وفطرته بأدلة عقلية متنوعة.
ولقد برزت تلك الأهمية عند الحبيب ﵊، فلقد كان من هديه صلوات ربي وسلامه عليه دعوة أصحابه إلى إعمال أفكارهم.
ومن منهجه إثارة عقول أصحابه ودعوتهم لإعمال عقولهم بأساليب شتى، منها التمثيل من ذلك: ما أخرجه البخاري بسنده عن ابن عمر رضي عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني
1 / 18