شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
85

شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة

الناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

وتفيد أيضًا أن المسلم المجتهد (١) إذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك فتاب من ساعته أنه لا يكفر كما فعل بنو إسرائيل والذين سألوا النبي ﷺ. وتفيد أنه لو لم يكفر (٢) فإنه يغلظ عليه الكلام تغليظًا شديدًا كما فعل رسول الله ﷺ. وللمشركين شبهة أخرى (٣) يقولون: إن النبي ﷺ أنكر على أسامة قتل من قال " لا إله إلا الله"، وكذلك قوله: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا وأحاديث أخرى في الكف عمن قالها، ومراد هؤلاء الجهلة أن من قالها لا يكفر، ولا يقتل ولو فعل ما فعل. ــ (١) قوله: "وتفيد أيضًا أنه لو لم يكفر. . . إلخ" هذه هي الفائدة الثانية، أن المسلم إذا قال ما يقتضي الكفر جاهلًا بذلك ثم نبه فأنتبه وتاب في الحال فإن ذلك لا يضره لأنه معذور بجهله ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، أما لو إستمر على ما علمه من الكفر فإنه يحكم بما تقتضيه حاله. (٢) قوله: "وتفيد أيضًا لو لم يكفر. . . إلخ" هذه هي الفائدة الثالثة، أن الإنسان وإن كان لا يدري عن الشيء إذا طلب ما يكون به الكفر فإنه يغلظ عليه تغليظًا شديدًا؛ لأن النبي ﷺ قال لأصحابه "الله أكبر إنها السنن لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة" وهذا إنكار ظاهر. (٣) قوله: "وللمشركين شبهة أخرى. . . إلخ" يعني للمشركين المشبهين شبهة أخرى مع ما سبق من الشبهات وهي: أن النبي صلى الله عليه

1 / 91