شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة
الناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
وما ذكرته لك من أن الله تعالى ذكر أن المشركين يقرون بالربوبية، وأن كفرهم بتعلقهم على الملائكة والأنبياء والأولياء مع قولهم: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) ﴿سورة يونس، الآية: ١٨﴾ هذا أم رمحكم بين لا يقدر أحد أن يغير معناه (١) .
ــ
فقال أحذروهم من أن يضلوكم عن سبيل الله باتباع هذا المتشابه واحذروا طريقهم أيضًا فالتحذير هنا يشمل التحذير عن طريقهم والتحذير منهم أيضًا، ثم ضرب المؤلف لهم مثلًا بأن يقول لك المشرك أليس الله يقول: (إلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (أوليس للأولياء جاه عند الله ﷾؟ أو ليست الشفاعة ثابتة القرآن والسنة؟ وما أشبه ذلك من هذه الأشياء فقل: نعم كل هذا حق ولكنه ليس فيه دليل على أن تشرك بهؤلاء الأولياء، أو بهؤلاء الرسل، أو بهؤلاء الذين عندهم شفاعة عند الله ﷿ -ودعواك أن هذا يدل على ذلك دعوى باطلة لا يحتج بها إلا مبطل وما أنت إلا من الذين قال الله فيهم: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه (ولو أنك رددت هذا المتشابه إلى المحكم لعلمت أن هذا لا دليل لك فيه.
(١) ... ذكر المؤلف ﵀ كيف نرد المتشابه إلى المحكم أن المشركين كانوا مقرون بتوحيد الربوبية ويؤمنون بذلك إيمانًا لا شك فيه عندهم ولكنهم يعبدون الملائكة وغيرهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ومع هذا كانوا مشركين استباح النبي ﷺ دماءهم وأموالهم وهذا نص محكم لا اشتباه فيه دال على أن الله لا شريك له في ألوهيته وفي عبادته كما أنه لا شريك له في ربوبيته وملكه، وأن من
1 / 57