شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة
الناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
فأولهم نوح ﵇ (١)، أرسله الله إلى قومه لما غلوا (٢)،. . . . . .
ــ
مبين أن لا تعبدوا إلا الله) ﴿سورة هود، الآيتان: ٢٥: ٢٦﴾ وقال تعالى: (وإلى عاد أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا اله مالكم من إله غيره) ﴿سورة هود، الآيتان: ٥٠﴾ وقال تعالى: (وإلى ثمود أخاهم صالحًا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) ﴿سورة هود، الآية: ٦١﴾ وقال تعالى: (وإلى مدين أخاهم شعيبًا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره) ﴿سورة هود، الآية: ٨٤﴾ .
(١) هذا حق فإنه لم يبعث قبل نوح ﵊ رسول وبهذا نعلم خطأ المؤرخين الذين قالوا إن إدريس ﵊ كان قبل نوح لأن الله تعالى يقول: (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده) ﴿سورة النساء، الآية: ١٦٣﴾ وفي الحديث الصحيح في قصة الشفاعة "أن الناس يأتون إلى نوح فيقولون له أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض" (١)
فلا رسول قبل نوح بإجماع العلماء.
فنوح أول الرسل بالكتاب، والسنة، والإجماع.
ونوح ﵊ أحد الرسل الخمسة الذين هم أولوا العزم وهم: محمد ﷺ، وإبراهيم، وموسى، ونوح، وعيسى عليهم الصلاة والسلام وقد ذكرهم الله في موضعين من كتابه في سورة الأحزاب وسورة الشورى.
(٢) يعني أن الله أرسل نوحًا ﵊ إلى قومه لما وقع فيهم الغلو في الصالحين، وقد بوب المؤلف-﵀-في كتاب التوحيد على هذه المسألة فقال: "باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين". والغلو هو: "مجاوزة الحد في التعبد والعمل والثناء قدحًا مدحًا" والغلو ينقسم إلى أربعة أقسام:
_________
(١) البخاري/كتاب التوحيد/ باب كلام الله مع الأنبياء ومسلم / كتاب الإيمان / باب أدنى أهل الجنة منزلًا.
1 / 17