شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة
الناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
وهؤلاء الجهلة مقرون أن من أنكر البعث كفر وقتل ولو قال لا إله إلا الله. وأن من جحد شيئًا من أركان الإسلام كفر وقتل ولو قالها، فكيف لا تنفعه إذا جحد فرعًا من الفروع، وتنفعه إذا جحد التوحيد الذي هو أصل دين الرسل ورأسه؟ (١) .
ولكن أعداء الله ما فهموا معنى الأحاديث: فأما حديث أسامة فإنه قتل رجلًا إدعى الإسلام بسبب أنه ظن أنه ما أدعى. الإسلام إلا خوفًا على دمه وماله، والرجل إذا أظهر الإسلام وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك، وأنزل الله تعالى في ذلك) يا أيها الذين أمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا) ﴿سورة النساء، الآية: ٩٤﴾ أي فتثبتوا، فالآية تدل على أنه يجب الكف عنه والتثبت فإذا تبين منه بعد ذلك ما يخالف الإسلام قتل لقوله تعالى: (فتبينوا (ولو كان لا يقتل إذا قالها لم يكن للتثبيت معنى (٢) .
ــ
(١) قوله: "وهؤلاء الجهلة مقرون أن من أنكر البعث. . . . إلخ" هذا إلزام لهؤلاء الجهال واحتجاج عليهم بمثل ما قالوا به، فقد قالوا إن من أنكر البعث فإنه يقتل كافرًا، ويقولون من جحد وجوب شيء من أركان الإسلام، فإنه يحكم بكفره ويقتل وإن قال لا إله إلا الله، فكيف لا يكفر ولا يقتل من يجحد التوحيد هو أساس الدين وإن قال لا إله إلا الله؟! أفلا يكون هذا أحق بالتكفير ممن جحد وجوب الصلاة، أو وجوب الزكاة؟!، وهذا إلزام صحيح لا محيد عنه.
(٢) قوله: "ولكن أعداء الله ما فهموا معنى الأحاديث. . . . إلخ" يعني الأحاديث التي شبهوا بها ثم أخذ ﵀ يبين معناها فقال:
1 / 93