شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة
الناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
وقد صح (١) عن رسول الله ﵊ أنه قال: "إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم".
مثال ذلك: إذا قال لك بعض المشركين: (إلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، ﴿سورة يونس، الآية: ٦٢﴾ . وأن الشفاعة حق، وأن الأنبياء لهم جاه عند الله، أو ذكر كلامًا للنبي ﷺ، يستدل به على شيء من باطله، وأنت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره، فجاوبه بقولك: إن الله ذكر في كتابه أن الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتبعون المتشابه.
ــ
محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون. . .) ﴿سورة آل عمران، الآية: ٧﴾
ولهذا تجد أهل الزيغ والعياذ بالله يأتون بالآيات المتشابهات ليلبسوا بها على باطلهم فيقولون مثلًا قال الله تعالى كذا وقال في موضع آخر كذا؟ فكيف يكون، وهذا مثل ما حصل لنافع ابن الأزرق مع ابن عباس ﵄ في مناظرته التي ذكرها السيوطي في الإتقان وربما يكون غيره ذكرها وهي مفيدة.
(١) ... قال الشيخ ﵀ وقد صح عن رسول الله ﷺ أنه قال: "إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه. فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم" (١) أستدل المؤلف ﵀ ﷿ بهذا الحديث على أن الرجل الذي يتبع المتشابه من القرآن أو من السنة وصار يلبس به على باطله فهؤلاء هم الذين سماهم الله ووصفهم بقوله: (فأما الذين في قلوبهم زيغ) ﴿سورة آل عمران، الآية: ٧﴾ الآية ثم أمر النبي ﷺ بالحذر منهم
_________
(١) البخاري / كتاب التفسير- سورة آل عمران، ومسلم / العلم / باب النهي عن أتباع متشابه القرآن
1 / 56