شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة
الناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
فنقول: جواب أهل الباطل من طريقين: مجمل، ومفصل، أما المجمل: -فهو الأمر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها وذلك قوله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تاويله إلا الله) (١) ﴿سورة آل عمران، الآية: ٧﴾ .
ــ
يدخل في مجادلة أحد إلا بعد أن يعرف حجته ويكون مستعدًا لدحرها والجواب عنها، لأنه إذا دخل في غير معرفة صارت العاقبة عليه، إلا أن يشاء الله كما أن الإنسان لا يدخل في ميدان المعركة مع العدو إلا بسلاح وشجاعة، ثم ذكر المؤلف ﵀ أنه سيذكر في كتابه هذا كل حجة أتى بها المشركون ليحتجوا بها على شيخ الإسلام ﵀ ويكشف هذه الشبهات لأنها في الحقيقة ليست حججًا، ولكنها تشبيه وتلبيس.
(١) ... بين رحمه الله تعالى أنه سيجيب على هذه الشبهات بجوابين: -
أحدهما: -مجمل عام صالح لكل شبهة.
الثاني: -مفصل، وهكذا ينبغي لأهل العلم في باب المناظرة والمجادلة أن يأتوا بجواب مجمل حتى يشمل ما يحتمل أن يورده الملبسون المشبهون ويأتي بجواب مفصل لكل مسألة بعينها قال الله تعالى: (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) ﴿سورة هود، الآية: ١﴾ فذكر في الجواب المجمل ﵀: أن هؤلاء الذين يتبعون المتشابه هم الذين في قلوبهم زيغ كما صح ذلك عن النبي ﷺ في يقوله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات
1 / 55