شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة
الناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
وهذا التوحيد هو معنى قولك: "لا إله إلا الله" (١) فإن الإله عندهم هو الذي يقصد لأجل هذه الأمور سواء كان ملكًا، أو نبيًا أو وليًا، أو شجرة أو قبرًا، أو جنيًا لم يريدوا أن الإله هو الخالق الرازق المدبر فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده كما قدمت لك، وإنما يعنون
ــ
الله عليه وسلم كانوا يقرون بتوحيد الربوبية ومع هذا إستباح النبي ﷺ دماءهم وأموالهم على أنهم يعبدون الملائكة وغيرهم مما يعبدونهم من الأولياء والصالحين يريدون بذلك أن يقربوهم إلى الله وهي كما قال تعالى: (والذين إتخذوا من دونه أولياء ما تعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) ﴿سورة الزمر، الآية: ٣﴾ فهم مقرون بأن اللهو هو المقصود ولكنهم يقصدون الملائكة وغيرهم ليقربوهم إلى الله ومع ذلك لم يدخلهم في التوحيد.
(١) ... قوله: وهذا التوحيد هو معنى قولك "لا إله إلا الله" أي أن
التوحيد هو الذي دعا إليه النبي ﷺ هو معنى (لا إله إلا الله) أي: لا معبود حق إلا الله ﷿ فهم يعلمون أن معناها لا معبود حق إلا الله ﷿، وليس معناها لا خالق، أو لا رازق، أو لا مدبر إلا الله، أو لا قادر على الإختراع إلا الله كما يقوله كثير من المتكلمين فإن هذا المعنى لا ينكره المشركون ولا يردونه، وإنما يردون معنى "لا إله إلا الله" أي لا معبود حق إلا الله كما قال تعالى عنهم: (أجعل الآلهة إلهًا واحدًا إن هذا لشيء عجاب وإنطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا إختلاق (. ﴿سورة ص، الآيات: ٥-٧﴾ .
1 / 30