شرح ثلاثة الأصول للعثيمين

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
48

شرح ثلاثة الأصول للعثيمين

الناشر

دار الثريا للنشر

رقم الإصدار

الطبعة الرابعة ١٤٢٤هـ

سنة النشر

٢٠٠٤م

تصانيف

وأنا واحد من ذلك العالم (١)، ــ (١) العالم كله من سوى الله، وسمو عالمًا لأنهم علم على خالقهم ومالكهم ومدبرهم ففي كل شيء آية لله تدل على أنه واحد. وأنا المجيب بهذا واحد من ذلك العالم، وإذا كان ربي وجب علي أن أعبده وحده.
فَإِذَا قِيلَ لَكَ بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ (٢)؟ فَقُلْ بِآيَاتِهِ وَمَخْلُوقَاتِهِ (٣) وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، وَمِنْ مَخْلُوقَاتِهِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ ومن فيها وما بينهما (٤) . ــ (٢) أي إذا قيل لك: بأي شيء عرفت الله ﷿؟ فقل: عرفته بآياته ومخلوقاته. (٣) الآيات: جمع آية وهي العلامة على الشيء التي تدل عليه وتبينه. وآيات الله تعالى نوعان: كونية وشرعية، فالكونية هي المخلوقات، والشرعية هي الوحي الذي أنزله الله على رسله، وعلى هذا يكون قول المؤلف ﵀ "بآياته ومخلوقاته" من باب العطف الخاص على العام إذا فسرنا الآيات بأنها الآيات الكونية والشرعية. وعلى كل فالله ﷿ يعرف بآياته الكونية وهي المخلوقات العظيمة وما فيها من عجائب الصنعة وبالغ الحكمة، وكذلك يعرف بآياته الشرعية وما فيها من العدل، والإشتمال على المصالح، ودفع المفاسد. وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد (٤) كل هذه من آيات الله الدالة على كمال القدرة، وكمال الحكمة، وكمال الحكمة، وكمال

1 / 47