147

شرح ثلاثة الأصول للعثيمين

الناشر

دار الثريا للنشر

رقم الإصدار

الطبعة الرابعة ١٤٢٤هـ

سنة النشر

٢٠٠٤م

تصانيف

مبشرين ومنذرين، وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وأعظم ما دعا إليه الرسل من أولهم نوح ﵊ إلى آخرهم محمد ﷺ التوحيد كما قال الله تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [سورة النحل، الآية: ٣٦] . وقال ﷿: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [سورة الأنبياء، الآية: ٢٥] .
أول الرسل وأخرهم ... َوَأَّولُهُمْ نُوحٌ ﵇، وَآخِرُهُمْ مُحَمَّدٌ ﷺ والدليل على أن أولهم نوح ﵇ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ﴾ (١) [سورة النساء، الآية: ١٦٣] . ــ (١) بين شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ﵀ أن أول الرسل نوح ﵊ وأستدل لذلك بقوله تَعَالَى: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ﴾ [سورة النساء، الآية: ١٦٣] وثبت في الصحيح من حديث الشفاعة: " إن الناس يأتون إلى نوح فيقولون له أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض" (١) فلا رسول قبل نوح وبهذا نعلم خطًا االمؤرخين الذين قالوا إن أدريس ﵊ قبل نوح بل الذي يظهر أن إدريس من أنبياء بني إسرائيل. وآخر الأنبياء وخاتمهم محمد ﷺ لقوله تعالى ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ

(١) رواه البخاري كتاب التوحيد، باب: كلام اللعه مع الأنبياء، يوم القيامة، ومسلم، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة

1 / 149