109

شرح ثلاثة الأصول للعثيمين

الناشر

دار الثريا للنشر

رقم الإصدار

الطبعة الرابعة ١٤٢٤هـ

سنة النشر

٢٠٠٤م

تصانيف

الركن السادس: الإيمان بالقدر خيره وشره ويتضمن أربعة أمور الأول: العلم ... وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ (١) وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذِهِ الأركان الستة قوله ــ (١) القدر بفتح الدال: "تقدير الله تعالى للكائنات، حسبما سبق علمه، وأقتضته حكمته". والإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور: الأول: الإيمان بأن الله تعالى علم بكل شيء جملة وتفصيلًا، أزلًا وأبدًا، سواء كان ذلك مما يتعلق بأفعاله أو بأفعال عباده.

(١) رواه مسلم، كتاب القدر، باب: ذكر حجاج آدم وموسى ﵉.

الثاني: الكتابة ... الثاني: الإيمان بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ، وفي هذين الأمرين يقول الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ [سورة الحج، الآية: ٧٠] . وفي صحيح مسلم- عن عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄ قال: سمعت رسول الله ﷺ " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة". (١)
الثالث: المشيئة ... الثالث: الإيمان بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى، سواء كانت مما يتعلق بفعله أم مما يتعلق بفعله أم مما يتعلق بفعل المخلوقين، قال الله تعالى فيما يتعلق بفعله: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾ [سورة القصص، الآية: ٨٦]، وقال: ﴿وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾ [سورة إبراهيم، الآية: ٢٧] وقال: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ﴾ [سورة آل عمران الآية:٦] وقال تعالى فيما يتعلق بفعل المخلوقين: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ﴾ [سورة النساء، الآية: ٩٠] وقال: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾ [سورة الأنعام، الآية: ١١٢] .

1 / 111