شرح القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى
الناشر
دار منار التوحيد للنشر
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤١ هـ
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
قال المصنف ﵀:
«فأمَّا قوله ﷺ: «إنَّ للهِ تسعة وتسعين اسمًا؛ مائة إلا واحدًا، مَنْ أحصاها دخل الجنة»، فلا يدلُّ على حصر الأسماء بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة: إنَّ أسماء الله تسعة وتسعون اسمًا؛ مَنْ أحصاها دخل الجنة، أو نحو ذلك.
إذًا فمعنى الحديث: أن هذا العدد من شأنه أنَّ مَنْ أحصاه دخل الجنة. وعلى هذا فيكون قوله: «مَنْ أحصاها دخل الجنة» جملة مكملة لما قبلها، وليست مستقلة. ونظير هذا أن تقول: عندي مائة درهم أَعددتها للصدقة؛ فإنه لا يَمنع أن يكون عندك دراهم أخرى لم تَعدها للصَّدقة».
الشرح
قوله ﷺ: «إنَّ لله تسعة وتسعين اسمًا؛ مائة إلا واحدًا، مَنْ أحصاها دخل الجنة» متفق عليه (^١)، وفي رواية: «مَنْ حَفِظها» (^٢).
الشاهد من الحديث: قوله: «مَنْ أحصاها»، «مَنْ حَفِظها».
ثانيا: معاني الإحصاء:
معنى قوله: «مَنْ أحصاها» قد ذكر فيه الخطابي (^٣): «أربعة أوجه»، وهي:
المعنى الأول: العدُّ، كما في قوله سبحانه: ﴿وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا﴾،
(^١) أخرجه البخاري (٢٧٣٦) ومسلم (٢٦٧٧) من حديث أبي هريرة ﵁.
(^٢) أخرجها مسلم (٢٦٧٧) من حديث أبي هريرة ﵁.
(^٣) «شأن الدُّعاء» (ص ٢٦ - ٢٩).
1 / 95