87

شرح القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى

الناشر

دار منار التوحيد للنشر

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤١ هـ

مكان النشر

المدينة المنورة

تصانيف

١ - قسم سَمَّى به نفسه؛ فأظهره لمن شاء من ملائكته أو غيرهم، ولم يَنزل به كتابه.
٢ - وقسم أنزل به كتابَه؛ فتعَرَّف به إلى عباده.
٣ - وقسم استأثر به في علم غَيبه؛ فلم يُطلع عليه أحد من خلقه. ولهذا قال: «استأثرتَ به»، أي: انفردت بعلمه، وليس المراد: انفراده بالتسمي به؛ لأن هذا الانفراد ثابت في الأسماء التي أَنزل بها كتابه (^١).
وقال الخطابيُّ عند هذا الحديث: «فهذا يدلُّك على أنَّ لله أسماء لم يُنزلها في كتابه، حَجبها عن خلقه، ولم يُظهرها لهم» (^٢).
وقال ابن كثير: «ثم ليُعلم أنَّ الأسماء الحسنى غير مُنحصزة في تسعة وتسعين» (^٣)، واستدل لذلك بهذا الحديث.
٢ - ومما يستدل به ما ثَبت في الصَّحيح: أنَّ النبي ﷺ كان يقول في سجوده: «اللهم إني أَعوذ برضاك من سَخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك مِنك، لا أُحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك» (^٤).
والشاهد من الحديث هو قوله: «لا أُحصي ثناء عليك».
وأمَّا عن وجه الاستشهاد؛ فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «فأخبر أنَّه لا يُحصي ثناء عليه، ولو أَحصى أسماءه لأحصى صفاتِه كلها فكان يُحصي الثناء عليه؛ لأن صفاتِه إنَّما يُعبر عنها بأسمائه» (^٥).

(^١) «بدائع الفوائد» (١/ ١٦٦).
(^٢) «شأن الدعاء» (ص ٢٤).
(^٣) «تفسير ابن كثير» (٢/ ٢٦٩).
(^٤) أخرجه مسلم في «صحيحه» (٢/ ٥١)، كتاب (الصلاة)، باب: (ما يقال في الركوع).
(^٥) «درء تعارض العقل والنقل» (٣/ ٣٣٢، ٣٣٣).

1 / 93