شرح مقدمة التفسير لابن تيمية - العثيمين

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
91

شرح مقدمة التفسير لابن تيمية - العثيمين

الناشر

دار الوطن

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

حاتم، وأبي سعيد الأشج، وأبي عبد الله بن ماجه، وابن مردويه. أحدهما: قوم اعتقدوا معاني ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها. والثاني: قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به. الشرح إذا القسم الأول: وهم الذين اعتقدوا شيئًا فأرادوا أن يحملوا معاني الكلام عليه، وهذا كما يكون في العقائد والأمور العلمية يكون كذلك في الأحكام والأمور العملية، تجد الرجل يعتنق مذهبًا معينًا ثم يحاول أن يصرف معاني النصوص إلي ذلك المعنى المعين الذي كان يعتنقه سواء في أسماء الله وصفاته، أو في التوحيد، أو ما أشبه ذلك. فمثلًا: يقول أنا أجيز التوسل حتى بالجن والشياطين، لأن الله يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَة) (المائدة: ٣٥) فأتوسل بكل شيء، وكذلك أيضًا ينكر صفات الله ﷿ ويقول لأن الله يقول (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشوري: ١١) وأنا إذا أثبت الصفة مثلت، يكون معتقدًا هذا الاعتقاد ثم يحمل القرآن على ذلك. القسم الثاني: ليس عنده اعتقاد سابق لكنه يفسر القرآن بحسب ما يدل عليه اللفظ، بقطع النظر به وهو الله، وعن المنزل

1 / 95