شرح مقدمة التفسير لابن تيمية - العثيمين
الناشر
دار الوطن
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
وأعجب من ذلك قول بعضهم (وَالتِّينِ) أبو بكر، (وَالزَّيْتُونِ) عمر (وَطُورِ سِينِينَ) عثمان، (َوهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) على.
الشرح
هذا كتاب تفسير، والشيخ ﵀ ينقل عن تفسير، فالتين: أبو بكر، والزيتون: عمر، وطور سينين: عثمان، وهذا البلد الأمين: على بن أبي طالب. سماهم كلهم بمأكول ومسكون. نسأل الله العافية، ولعله لما قدم التين وكان أبو بكر ﵁ مقدما بدأ به، فقال ما دام أبو بكر أفضلهم والله بدأ بالتين، ثم بالزيتون على حسب ترتيبهم في الخلافة والأفضلية.
وقال: إن هذه أربع كلمات، وهؤلاء أربعة وهم مرتبون هكذا أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على.
* * *
وأمثال هذه الخرافات التي تتضمن تارة تفسير اللفظ بما لا يدل عليه بحال، فإن هذه الألفاظ لا تدل على هؤلاء الأشخاص، وقوله تعالي: (وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا) كل ذلك نعت للذين معه، وهي التي يسميها النحاة خبرا بعد خبر، والمقصود هنا أنها كلها صفات لموصوف واحد وهم الذين معه، ولا يجوز أن يكون كل منها مرادًا به شخص واحد، وتتضمن تارة جعل اللفظ المطلق العام منحصرًا، في شخص واحد كقولهم: إن قوله تعالي (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ
1 / 119