72

شرح القصيدة الدالية للكلوذاني

الناشر

دار ابن الجوزي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

تصانيف

يجهزُ الجيوش وهو في الصلاة (١)، يجهزها بفكره وعقله، ففكره وعقله مشحونٌ بهموم المسلمين وعزِّ الإسلام وأهله، ولعل هذا مما يُبَيِّنُ قول الناظم: «سَنَدُ الشَّرِيْعَةِ بِاللِّسَانِ وَبِاليَدِ». قال الناظمُ ﵀: ٣٥. قَالُوا: فَثَالِثُهُمْ؟ فقُلتُ مُجَاوِبًَا: ... مَنْ بَايَعَ المُخْتَارُ عَنْهُ بِاليَد انتقل الناظمُ ﵀ في هذا البيت إلى الإشادةِ بثالثِ الخلفاءِ الرَّاشدين عثمان بن عفان ﵁، والثناء عليه، فقال: «قَالُوا: فَثَالِثُهُمْ؟» أي: مَنْ ثالث الخلفاء الراشدين؟ فأجاب بقوله: «فقُلتُ مُجَاوِبًَا: مَنْ بَايَعَ المُخْتَارُ عَنْهُ بِاليَدِ» «المختار» هو الرسول ﷺ. والناظمُ ﵀ يشيرُ بهذا إلى ما وقع في «بيعة الرِّضْوَان» عام صلح الحُدَيْبِيَة، يوم أرسل النبيُّ ﷺ عثمانَ بنَ عفَّان ﵁ إلى أهل مكة يخبرهم بمقصودهم، وأنهم ما جاءوا لحربٍ وقِتَالٍ، وإنما جاءوا معتَمِرِين قاصدين بيتَ الله، فبلغ النبيَّ ﷺ أنَّ عثمانَ ﵁ قد قُتِلَ، فطلبَ الرسولُ ﷺ من أصحابِه ﵃ أن يبايعوه على الموت، أو على ألا يفروا، على اختلاف الروايات في ذلك، فبعضهم يقول: «بايعنا رسولَ الله ﷺ

(١) أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنَّف» (٢/ ١٨٦ رقم ٩٧٥١) بإسنادٍ صحيحٍ، وأخرجه البخاريُّ تعليقًا مجزومًا به، في «صحيحه» (١/ ٤٠٨) كتاب الصلاة: بَاب يُفْكِرُ الرَّجُلُ الشَّيْءَ في الصَّلَاةِ. ينظر: «فتح الباري» (٣/ ٩٠)، و«تغليق التعليق» (٢/ ٤٤٨). وأخرج ابن أبي شيبة أيضًا (رقم ٧٩٥٠) وابن حزم في «المحلى» (٣/ ٩٩) من طريق عروة بن الزبير عن عُمَرَ ﵁ قال: «إنِّي لَأَحْسِبُ جِزْيَةَ الْبَحْرَيْنِ وأنا في الصَّلاَة»، وإسناده صحيحٌ أيضًا.

1 / 105