شرح القصيدة الدالية للكلوذاني
الناشر
دار ابن الجوزي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
تصانيف
ويقابلهم الخوارج وخصوصًا في موقفهم من أهل البيت، وبالأخص في علي ﵁ فإنهم يكفرونه.
ومن مذهب الرافضة الباطل طعنهم في أبي بكر وعمر وعثمان ﵃، وطعنهم في خلافتهم.
فالرافضة منهم من يكفر الشيخين ويكفر جمهور الصحابة، ومنهم من يسب أبا بكر وعمر ويصفهما وسائر الصحابة بالظلم، وأنهم ظلموا عليًا ﵁ واغتصبوا حقه.
وأما أهل السنة والجماعة فهم بين هؤلاء وهؤلاء، هم وسط بين الرافضة والخوارج النَّواصب الذين ينصِبُون العَدَاوة لأهل البيت.
فالناظمُ ﵀ يريد أن يبين في هذه الأبيات مذهب أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله ﷺ وخصوصًا الخلفاء الراشدين.
فقال ﵀: «قَالُوا: فَمَنْ بَعْدَ النَّبِيِّ خَلِيفَةٌ؟» يعني من هو المستحق للخلافة بعد النبيِّ ﷺ؟.
فأجاب ﵀ بقوله: «قُلتُ: المُوَحِّدُ قَبْلِ كُلِّ مُوَحِّدِ» ويعني به خليفةَ رسولِ الله أبا بكر الصديق ﵁.
وفي هذا الجواب إشارةٌ إلى سَبْقِ أبي بكرٍ ﵁ إلى الإسلام، وأنَّه أول مَنْ آمن بالرَّسول ﷺ، وأول مَن دخل في الإسلام -قيل من الرجال-.
فهو ﵁ الخليفةُ بحقٍّ بعد رسول الله ﷺ.
وأما الرَّافضةُ فيقولون هو الخليفةُ بعد رسولِ الله ﷺ لكن بغير حقٍّ، وهو ظالم مغتَصِبٌ هو ومَن بايعه، فالأحقُّ بالخلافةِ -عندهم- هو عليُّ بنُ أبي طالبٍ ﵁، وكلُّ مَن وليَ الخلافةَ قبلَهُ فهو معتَدٍ وظالمٌ، فهذه هي عقيدةُ الرَّوافض في خلافةِ الخلفاءِ الثلاثة ﵃.
1 / 99