شرح عقيدة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب

صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ت. 1450 هجري
71

شرح عقيدة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب

تصانيف

في يوم القيامة: الشفاعة؛ ولهذا ساقها المصنف ﵀ في جملة ما يكون في اليوم الآخر، أنه يؤمن بكل ما يكون في اليوم الآخر، ومنه الشفاعة. والشفاعة ستة أنواع: منها ما هو خاص بالنبي ﷺ، ومنها ما هو مشترك بينه وبين غيره من الملائكة، والأولياء والصالحين، والأطفال الأفراط الذين يشفعون. فأما الخاص بالنبي ﷺ فهو: الشفاعة الأولى: الشفاعة العظمى، وهي المقام المحمود، وذلك حينما يتقدم الناس في الموقف، موقف الحشر، ويطلبون من الأنبياء أن يشفعوا لهم عند الله في أن يريحهم من الموقف؛ لأنه طال عليهم الوقوف، مع ما هم فيه من الحر والضيق وطول الوقوف، حيث يقفون خمسين ألف سنة، فيتقدمون ويطلبون من آدم ﵇ أبي البشرية أن يشفع لهم عند الله في أن يفصل بينهم ويريحهم من الموقف، فيعتذر آدم ﵇، ثم يطلبونها من نوح ﵇ أول الرسل، فيعتذر، فيطلبونها من إبراهيم ﵇ فيعتذر، ويطلبونها من موسى ﵇ فيعتذر، ويطلبونها من عيسى ﵇ فيعتذر، ثم يطلبونها من محمد ﷺ فيستعد لها، ويقول: «أنا لها، أنا لها»، بعد ما يطلبونها من أولي العزم كلهم ويعتذرون إلا نبينا محمدا ﷺ فإنه يقبل أن يشفع لهم عند الله، فيخر ساجدا تحت العرش، فيدعو ربه ﷿ ويحمده، ولا يزال كذلك حتى يقال له: «يا محمد، ارفع رأسك، وسل تعط، واشفع تشفع» . فيشفع عند الله في أهل المحشر، في أن يفصل الله بينهم بحكمه، ويريحهم من الموقف،

1 / 85