شرح كتاب الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق لابن تيمية - محمد حسن عبد الغفار
تصانيف
التحذير من التصوير
فإن النبي ﷺ منع التصوير حسمًا للمادة؛ لأن النبي ﷺ بين أن المصور سيعظم، وأن الذي سيعظم سيغالى فيه، وإن غالى فيه القوم فإنهم سيعبدونه من دون الله جل في علاه.
قال النبي ﷺ: (لعن الله المصورين) وقد ذكرت أن أصل الشرك في الأمم السابقة هو الغلو في الصالحين، وسبيله إلى ذلك هو التصوير، فقد صنعوا تماثيل للصالحين صوروهم بها كود وسواع ويغوث وغيرهم.
فكانت التصاوير سبيلًا للغلو فيهم، ثم بعد ذلك وصلوا إلى أن أشركوا بهم مع الله جل في علاه، وسواء الصور الفوتغرافية أو غير الفوتغيرافية، والخوف منها لأسباب كثيرة منها: شرك الغلو والتعظيم، فأنت عندما تصور رجلًا تعلق هذه الصورة في بيتك فإنك ستصل بالتعليق إلى التعظيم، وإن وصلت إلى التعظيم وصلت إلى الغلو وكانت ذريعة إلى الشرك.
وحسمًا لهذه المادة منع الله من التصوير على لسان نبيه ﷺ حيث قال النبي ﷺ: (لعن الله المصورين) وهذه اللعنة معناها الطرد من رحمة الله جل في علاه.
وأيضًا: قال النبي ﷺ: (يؤتى بالمصور يوم القيامة فيؤمر بالنفخ في الصور بالروح وليس بنافخ)، لأنه يضاهي خلق الله بما فعل، فحسم النبي ﷺ هذه المادة، وحسم الصحابة ذلك بأنهم منعوا التصاوير والتماثيل.
ومن حسم المادة وسد الذريعة أن كل صحابي منع أن يعلو قبره في وصيته، كما أوصى علي بن أبي طالب ﵁ وأرضاه.
وقد اختلف العلماء في زيارة القبور هل هي مكروهة أم مستحبة أم هي مباحة؟ وهذا الذي سنعرفه لاحقًا إن شاء الله تعالى.
ثم الكلام على القسم بالأنبياء على الله، هل يصح أو لا؟ وأنها أيضًا: وسيلة للشرك بالله جل في علاه.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
6 / 8