والفتيا شأنها عظيم، وظيفة الأنبياء، وهي التوقيع عن الله -جل وعلا-، قد تولاها كثير من خيار الأمة، من عهد النبي ﵊ ثم إلى صحابته ثم التابعين، ثم إلى عصرنا هذا، ويتولاها الخيار من الناس إلى آخر الزمان، إذا قبض الله العلماء، «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من صدور الرجال، بل يقبضه بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا سئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا»، والبوادر الآن ظاهرة، من خلال الوسائل من خلال قنوات، ومن خلال، حتى من خلال -الله يعفو ويسامح- دروس ومحاضرات وندوات، تجد الأسئلة عشرات بل مئات ومع ذلك كلها يجاب عنها، إلا إذا كانت مسألة حساسة يخشى منها فقد يتورع عنها؛ خوفًا على نفسه، هذا الحاصل يا إخوان، هذه مشكلة، بلية بلية هذه، يعني الإنسان يستدرج يعني من أول الأمر شيئًا فشيئًا فشيئًا، إلى أن تصير عادة، عادة عنده خلاص، والحكم وهو الحكم في منزلته علمًا وعملًا يقول: لو كنت سمعت بهذا الحديث منك قبل اليوم ما كنت أفتي في كثير مما كنت أفتي: يتورع الإنسان عليه أن يحتاط لنفسه، والله المستعان، نعم.
حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا محمد بن خازم قال: حدثنا الأعمش عن رجاء الأنصاري عن عبد الرحمن بن بشر الأزرق قال: "دخل رجلان من أبواب كندة وأبو مسعود الأنصاري جالس في حلقة فقال أحدهما: ألا رجل ينظر بيننا؟ فقال رجل في الحلقة: أنا، قال: فأخذ أبو مسعود كفًا من حصى فرماه به وقال له: إنه كان يكره التسرع إلى الحكم".
هذا الأثر يقول فيه: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا محمد بن خازم قال: حدثنا الأعمش عن رجاء الأنصاري عن عبد الرحمن بن بشر الأزرق قال: "دخل رجلان من أبواب كندة: في أي مسجد؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم، في الكوفة، وأبو مسعود الأنصاري: عقبة بن عمر البدري، الأنصاري على خلاف بينهم في نسبته إلى بدر، هل شهدها كما يقول البخاري، أو سكنها كما يقوله الجمهور.
وأبو مسعود الأنصاري جالس في حلقة: وهي حلْقة -بإسكان اللام وفتحها شذوذ- يعني ما يقال حلَقة، يعني كما نسمع في دروس التحفيظ، نعم، فتحها شذوذ.
1 / 26