شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
18

شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

نحو: المجيد، العظيم، الصمد؛ فإن المجيد من اتصف بصفات متعددة من صفات الكمال، ولفظه يدل على هذا فإنه موضوع للسعة، والكثرة، والزيادة، فمنه استمجد المرخ والعفار (١)، وأمجد الناقة علفًا. ومنه «رب العرش المجيد» صفة للعرش لسعته وعِظَمِهِ وشرفه (٢). وتأمل كيف جاء هذا الاسم مقترنًا بطلب الصلاة من اللَّه على رسوله كما علمناه ﷺ؛ لأنه في مقام طلب المزيد والتعرض لسعة العطاء وكثرته ودوامه، فأتى في هذا المطلوب باسم تقتضيه كما تقول: اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، ولا يَحسن إنك أنت السميع البصير، فهو راجع إلى

(١) المَرْخُ: شجرٌ سريعُ الوَرْيِ. وفي المثل: (في كلِّ شجرٍ نار، واستمجد المَرْخُ والعَفار)، والعَفارُ: الزند، وهو الأعلى. الصحاح في اللغة، مادة (مرخ). (٢) قال ابن كثير ﵀ في تفسيره: «المجيد فيه قراءتان: الرفع على أنه صفة للرب ﷿، والجر على أنه صفة للعرش، وكلاهما معنى صحيح»، ٤/ ٤٩٧.

1 / 19