بالمؤمن الموحِّد للَّه تعالى؛ ولهذا ينبغي للمضطر ألا يذهل عن الدعاء في حال الاضطرار، فإنه مستجاب بالحال بوعد حق صادق من رب العالمين.
جاء رجل إلى مالك بن دينار فقال له: إني أسألك باللَّه أن تدعو لي فأنا مضطر، فقال: إذًا فاسأله أنت، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه (١).
قال القرطبي ﵀: «ضمن اللَّه تعالى إجابة المضطر إذا دعاه، وأخبر بذلك عن نفسه، والسبب في ذلك أن الضرورة إليه باللجأ ينشأ عن الإخلاص، وقطع القلب عما سواه، وللإخلاص عنده - موقع وذمة، وجد من مؤمن أو كافر، طائع أو فاجر» (٢). ومن أقوى الأدلة وأبينها في أنّ اللَّه تعالى يجيب دعاء المضطر في الحال: دعاء يونس ﵇، وأصحاب الصخرة الثلاثة في الغار.
وذكر بعض أهل العلم صفة المضطر: كالغريق، أو المعطل في مفازة وقد أشرف على الهلاك، فكل من كان صاحبه مضطرًا لا بد له أن يدعو لأجله (٣).
- دعاء الذاكر اللَّه كثيرًا:
قال النبي ﷺ: «ثَلَاثَةٌ لَا يُرَدُّ دُعَاؤُهُم: الذَّاكِرُون اللهَ كَثِيرًا، وَدَعْوَةُ
(١) انظر: تفسير القرطبي، ١٣/ ٢٢٣. (٢) الجامع لأحكام القرآن، ١٣/ ٢٢٣. (٣) الدعاء المأثور، ص ٧١، والأزهية، ص ١٣٤.
1 / 94