الكامل، واندفاع العقاب» (١).
وقوله: ﴿فاغفر لنا﴾: «الفاء هنا للسببية، أي بسبب إيماننا فاغفر لنا؛ لأن الإيمان لا شك أنه وسيلة للمغفرة، وكلما قوي الإيمان قويت أسباب المغفرة، والمغفرة: مأخوذة من الغفر، وهو الستر والوقاية.
ومنه (المِغْفَر) الذي يلبسه المقاتل في رأسه ليستر الرأس، ويقيه السهام، فمغفرة الذنوب: سترها في الناس، والعفو عن عقوبتها» (٢).
وقوله: «ذنوبنا»: المراد كل الذنوب من الصغائر والكبائر.
وقوله: ﴿وقنا عذاب النار﴾: أي اجعل بيننا وبين النار وقاية تجنبنا هذا الشر الأليم.
تضمنت هذه الدعوة: التوفيق إلى الأعمال، والأقوال، والأخلاق التي تقي عذاب النار، والفوز بدار القرار.
الفوائد:
١ - «من صفات المؤمنين إعلانهم الإيمان باللَّه ﵎
٢ - أنّ من صفات المتقين عدم الإعجاب بالنفس، وأنّهم مقصرون لطلبهم المغفرة من اللَّه تعالى.
(١) تفسير ابن سعدي، ١/ ٣٦٣. (٢) تفسير آل عمران للعلامة ابن عثيمين، ١/ ١٠٨.
1 / 138