214

نجاح القاري شرح صحيح البخاري - كتاب الجنائز

محقق

شاكر محمد محمود الزيباري (باحث عراقي)

تصانيف

يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الآيَةَ حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ -رضى الله عنه-؛ فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ، فَمَا يُسْمَعُ بَشَرٌ إِلَّا يَتْلُوهَا.

قَالَ الشَّارِحُ ﵀:
(قَالَ أَبُو سَلَمَةَ) أي: ابن عبد الرحمن (وأخبرني (^١) ابْنُ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما -: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ﵁ خَرَجَ) من حجرة النَّبي ﷺ (وَعُمَرُ ﵁ يُكَلِّمُ النَّاسَ) ويقول: "والله لا أسمع أحدًا يذكر أن رسول الله ﷺ قُبِض إلا ضربته بسيفي هذا، وقد سل سيفه، وكان يقول أيضًا: إنما أرسل إليه ﷺ كما أرسل إلى موسى ﵇، فلبث عن قومه أربعين ليلة، والله إني لأرجو أن يقطع أيدي رجال وأرجلهم" (^٢)، أي: من المنافقين، أو المرتدين، أو المريدين للخلافة، وفي رواية: كان يقول: "ذهب محمد لميعاد ربه، كما ذهب موسى لمناجاة ربه" (^٣)، وكأن الحامل عليه ما ظنه أن هذا من الغشيان المعتاد له ﷺ، أو ذهوله عن حسه، فأحال الموت عليه ﷺ، ويحتمل أن عمر ﵁ ظن أن أجله ﷺ لم يأت، وأن الله -تعالى- منَّ على عباده بطول حياته (^٤)، وقيل: وكأنه ﵁ رأى في ذلك أن يردع المنافقين واليهود إلى أن يجتمع المؤمنون، وأما أبو بكر ﵁ فرأى إظهار الأمر تجلدًا.

(^١) فأخبرني في صحيح البخاري.
(^٢) صحيح ابن حبان: ذكر البيان بأن المصطفى ﷺ أراد في اليوم الذي توفي فيه الخروج إلى أمته (١٤/ ٥٨٨) (٦٦٢٠) من طريق الزهري: عن أنس بن مالك، عن عمر بن الخطاب. ومصنف ابن أبي شيبة، ما جاء في وفاة النَّبي ﷺ (٧/ ٤٢٩) (٣٧٠٣٥)، إسناده صحيح.
(^٣) التوضيح (٩/ ٤٠٩).
(^٤) سقط في ب طول حياته.

1 / 210