167

نجاح القاري شرح صحيح البخاري - كتاب الجنائز

محقق

شاكر محمد محمود الزيباري (باحث عراقي)

تصانيف

(لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا) (^١)، وأورده المؤلِّف في "اللِّباس " بلفظ: "ما من عبد قال: (لا إله إلَّا الله)، ثمَّ مات على ذلك" (^٢)، الحديث؛ ولم يورده المؤلِّف هنا جريًا على عادته في إيثار الخفيِّ على الجليِّ، وذلك أنَّ نفي الشرك يستلزم إثبات التوحيد، ويشهد له استنباط عبد الله بن مسعود ﵁ في ثاني حديثي الباب بقوله: " من مات يشرك بالله شيئا دخل النار"، قال القرطبيُّ: "معنى نفي الشرك أن لا يتَّخذ مع الله شريكًا في الألوهيَّة؛ لكنَّ هذا القول صار بحكم العرف عبارة عن الإيمان الشرعيِّ. (^٣) " [٧٨ أ/ص] (دَخَلَ الْجَنَّةَ) قال أبو ذر: ﵁ (قُلْتُ)، وفي روايةٍ: " فقلت" (^٤): (وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ)، وقد يتبادر إلى الذهن أنَّ القائل: هو النبيُّ ﷺ، والمقول له الملك الذي بشَّره، وليس كذلك؛ بل القائل: هو أبو ذر، كما أشير إليه، والمقول له هو النبيُّ ﷺ كما بيَّنه المؤلِّف/ في اللّباس. (^٥) وعند الترمذيِّ قال أبو ذرٍّ ﵁: "يا رسول الله. . . الخ، (^٦) "، وحرف الاستفهام فيه مقدَّر تقديره أدَخَل الجنة -وإن زنى، وإن سرق-؟ وجملة الشَّرط في محلِّ النصب على الحال، وكأنَّ أبا ذرٍّ ﵁ قال: مستبعدًا؛ لأنَّ في ذهنه قول رسول الله ﷺ: "لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن"، (^٧) وما في

(^١) سقط في ب [وأورده المؤلف في اللباس من طريق أبي الأسود عن أبي ذر ﵁ قال: "أتيت النبي ﷺ وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم استيقظ فذكر الحديث وهذا يدل على أنه أتاه في المنام؛ ورواه الإسماعيلي من طريق مهدي في أوله قصة، قال: "كنا مع رسول الله ﷺ في مسير له، فلما كان في بعض الليل تنحى فلبث طويلا ثم أتانا، فقال آت الحديث (فأخبرني أو قال بشرني)، وجزم في التوحيد بقوله فبشرني (أنه مات من أمتي) أي من أمة الإجابة ويحتمل أن يكون أعم من ذلك أي أمة الدعوة، وهو متجه أيضًا (لا يشرك بالله شيئًا)]. (^٢) صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب الثياب البيض (٧/ ١٤٩) (٥٨٢٧). (^٣) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (١/ ٢٩١). (^٤) إرشاد الساري (٢/ ٣٧٣). (^٥) صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب الثياب البيض (٧/ ١٤٩) (٥٨٢٧). (^٦) سنن الترمذي، أبواب الجنائز، ما جاء في افتراق هذه الأمة (٥/ ٢٧) (٢٦٤٤)، من طريق عبد العزيز بن رفيع، والأعمش، كلهم سمعوا زيد بن وهب، عن أبي ذر، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. (^٧) صحيح البخاري، كتاب الحدود، باب السارق حين يسرق (٦/ ٢٤٨٩) (٦٧٨٢).

1 / 163