خَالِقٌ بِلَا حَاجَةٍ، رَازِقٌ بِلَا مُؤْنَةٍ.
_________
وهذان أيضا اسمان من أسماء الرب، وهما الخالق والرازق، فمن أسمائه الخالق، ومن أسمائه الرازق، هو خالق بلا حاجة إلى أحد؛ لأنه كامل لا يحتاج إلى أحد ﷾.
وهو الغني عن كل ما سواه. رازق بلا مئونة أي بلا ثقل وكلفة ومشقة، والأدلة على ذلك كثيرة قال الله تعالى، ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (٥٨)﴾ .
وقال سبحانه: ﴿* يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (١٥) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٦) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (١٧)﴾ وقال سبحانه: ﴿وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ﴾ وقال سبحانه: ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ﴾ . وثبت في صحيح مسلم من حديث أبي ذرٍّ ﵁ أن النبي ﷺ قال في الحديث الطويل: (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر) أو كما قال ﵊.
وهو حديث قدسي من كلام الله ﷿ لفظا ومعنى. فهو سبحانه رازق عباده وهو خالقهم ﷾ من غير حاجة لا يحتاج إلى أحد، وهو رازقهم بلا مشقة، ولا كلفة؛ لأنه كامل؛ ولأنه على كل شيء قدير ﷾. نعم.
1 / 29