لَا تَبْلُغُهُ الْأَوْهَامُ، وَلَا تُدْرِكُهُ الْأَفْهَامُ
_________
لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام: الأوهام: جمع وَهْم وهو الظن، والأفهام: جمع فَهْم وهو العلم.
ولهذا يقول أهل اللغة: توهمت الشيء: ظننته، وفَهِمت الشيء (عَلِمته) والمعنى أن الله ﷾ لا يبلغه الوَهْم ولا يحيط به علم كما قال ﷾: ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (١١٠)﴾ .
فالله تعالى لا يحيط به العباد ولا يعلمون كنهه وحقيقيته وإنما يعلمونه بأسمائه وصفاته؛ ولهذا قال ﷾: ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (١١٠)﴾ فالله ﷾ لكماله وعظمته لا يحيط به العباد، هم يعلمونه سبحانه، لكن لا يحيطون به علما كما أنهم يرونه يوم القيامة.
المؤمنون يرون ربهم، لكنهم لا يحيطون به رؤية لا يحيطون به رؤية لكماله وعظمته هو أكبر من كل شيء، وكذلك يعلمونه ولكنهم لا يحيطون به علما فلا يعلمون كنهه وحقيقته؛ فالبشر لا يدركون كنه الله وحقيقته، وإنما يعلمونه بأسمائه وصفاته وأفعاله كما قال ﷾ ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (١١٠)﴾ وهذا يدل على كماله وعظمته ﷾ نعم.
1 / 24