تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي
الناشر
غراس للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م
تصانيف
المحذور، فيقولون: نثبت ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته له رسوله ﷺ من غير تعطيل ولا تحريف، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
فلما ذكر المصنف ﵀ الإثبات ذكر المحذور الأول، وهو عدم التعرض للكيفية، ثم ذكر المحذور الثاني فقال:
أو اعتقاد شُبهَةٍ أو مِثليةٍ"، وفي بعض النسخ:"اعتقاد شِبْهِه أو مِثليةٍ"، وفي بعضها:"شِبْهِه أو مَثِيلِه"والمقصود هنا عدم اعتقاد التشبيه أو التمثيل، يعني أن يحترز المؤمن من الخوض في صفات الله ﵎ بالتشبيه أو التمثيل، ومعناهما متقارب، وبينهما فروق.
والفرق بين التكييف والتمثيل:
أن التكييف: أن يتصور الإنسان للصفة كيفية في ذهنه يقدرها، سواء كان هذا على سبيل القياس على صفة المخلوق - وهذا هو التمثيل - أو على سبيل تقدير أمر في الذهن يتوصل إليه بتصوره وفهمه. فالتكييف قد يكون تمثيلًا، وقد لا يكون كذلك
والتمثيل: إثبات الصفة لله ﵎ على وجه يماثل صفة المخلوق، فيقيس صفة الخالق ﵎ على صفة المخلوق. ولهذا يقول الإمام إسحاق بن راهويه ﵀: " إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد، أو مثل يدي، أو سمع كسمعي. فهذا تشبيه، وأما إذا قال كما قال الله: يد وسمع وبصر، فلا يقول كيف، ولا يقول مثل سمع، ولا كسمع. فهذا لا يكون تشبيهًا عنده، قال الله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ ١ " ٢.
وعلى هذا فكلُّ ممثل مكيف؛ لأنه جعل لصفة الله ﵎ كيفية،
١ الآية ١١ من سورة الشورى. ٢ اجتماع الجيوش ص١٥٢ - ١٥٣
1 / 59