شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
المبحث السادس عشر: من أخلاق أهل السنة والجماعة
ختم المؤلف رحمه الله تعالى عقيدته (١) ببعض الصفات الحميدة التي يتصف بها أهل السنة والجماعة، فمن محاسنهم، ومكارم أخلاقهم:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمعروف ما حسنه الشرع والعقل، والمنكر هو كل قبيح شرعًا وعقلًا، قال الله تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (٢)؛ ولقوله ﷺ: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» (٣).
وهذه الأمور الثلاثة هي مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - اليد، ثم اللسان، ثم القلب -.
ومن مكارم أخلاق أهل السنة: الإدانة بالنصيحة لله، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم (٤).
_________
(١) شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية، كما تقدم.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٠٤.
(٣) مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان ...، برقم ٤٩.
(٤) أخرجه البخاري معلقًا في كتاب الإيمان، باب قول النبي ﷺ: «الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»، قبل الحديث رقم ٥٧، ومسلم مرفوعًا من حديث تميم الداري في كتاب الإيمان، باب بيان أن الدين النصيحة، برقم ٥٥.
1 / 62