شرح العقيدة الواسطية للهراس

محمد خليل هراس ت. 1395 هجري
64

شرح العقيدة الواسطية للهراس

الناشر

دار الهجرة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤١٥ هـ

مكان النشر

الخبر

تصانيف

/ش/ رَوَى مُسْلِمٌ فِي «صَحِيحِهِ» (١) عَنْ أُبيّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ النبيَّ ﷺ سَأَلَهُ: «أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَعْظَمُ؟» . قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فردَّدها مِرَارًا، ثُمَّ قَالَ أُبيٌّ: آيَةُ الْكُرْسِيِّ. فَوَضَعَ النَّبِيُّ يَدَهُ عَلَى كَتِفِهِ، وَقَالَ: «لِيَهْنِكَ هَذَا الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ» . وَفِي رِوَايَةٍ عِنْدَ أَحْمَدَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تقدِّس الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ» (٢) . وَلَا غَرْوَ، فَقَدِ اشْتَمَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الْعَظِيمَةُ مِنْ أَسْمَاءِ الربِّ وَصِفَاتِهِ عَلَى مَا لَمْ تَشْتَمِلْ عَلَيْهِ آيَةٌ أُخْرَى. فَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ فِيهَا عَنْ نَفْسِهِ بِأَنَّهُ المتوحِّد فِي إلهيَّتِه، الَّذِي لَا تَنْبَغِي الْعِبَادَةُ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِهَا وَسَائِرِ صُوَرِهَا إِلَّا لَهُ. ثُمَّ أَرْدَفَ قَضِيَّةَ التَّوْحِيدِ بِمَا يَشْهَدُ لَهَا مِنْ ذِكْرِ خَصَائِصِهِ وَصِفَاتِهِ الْكَامِلَةِ، فَذَكَرَ أَنَّهُ الْحَيُّ الَّذِي لَهُ كَمَالُ الْحَيَاةِ؛ لِأَنَّ حَيَاتَهُ مِنْ لَوَازِمِ ذَاتِهِ، فَهِيَ أزليَّة أبديَّة، وَكَمَالُ حَيَاتِهِ يَسْتَلْزِمُ ثُبُوتَ جَمِيعِ صِفَاتِ الْكَمَالِ الذاتيَّة

(١) في صلاة المسافرين، (باب: فضل سورة الكهف وآية الكرسي) (٦/٣٤١-نووي)، ورواه أبو داود في الصلاة، (باب: ما جاء في آية الكرسي) (٤/٣٣٤-عون) . (٢) (إسنادها صحيح) . روى هذه الزيادة عبد بن حميد في «مسنده» (١/١٩٩) من طريق مسلم نفسه، كما رواها أحمد في «المسند» (٥/١٤١) (١٨/٩٢-ساعاتي)، والبغوي في «شرح السنة» (٤/٤٥٩)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٥/٣٢٣)، والحكيم الترمذي في «نوادر الأصول» (ص٣٣٧) . وانظر: «موسوعة فضائل سور القرآن» (١/١٤١) .

1 / 84