شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
89

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

الناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

السادسة

سنة النشر

١٤٢١ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

صحيح. وكذلك قول أنس بن مالك: كان النبي ﷺ إذا دخل الخلاء، قال: "أعوذ بالله من الخبث والخبائث" (١)، فمعنى "إذا دخل": إذًا أراد أن يدخل، لأن ذكر الله لا يليق داخل هذا المكان، فلهذا حملنا قوله "إذا دخل" على: إذ أراد أن يدخل: هذا التأويل الذي دل عليه صحيح، ولا يعدوا أن يكون تفسيرًا. ولذلك قلنا: إن التعبير بالتحريف عن التأويل الذي ليس عليه دليل صحيح أولى، لأنه الذي جاء به القرآن، ولأنه ألصق بطريق المحرف، ولأنه أشد تنفيرًا عن هذه الطريقة المخالفة لطريق السلف، ولأن التحريف كله مذموم، بخلاف التأويل، فإن منه ما يكون مذمومًا ومحمودًا، فيكون التعبير بالتحريف أولى من التعبير بالتأويل من أربعة أوجه. "ولا تعطيل": التعطيل بمعنى التخلية والترك، كقوله تعالى: ﴿وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ﴾ [الحج: ٤٥]، أي: مخلاة متروكة. والمراد بالتعطيل: إنكار ما أثبت الله لنفسه من الأسماء والصفات، سواء كان كليًا أو جزئيًا، وسواء كان ذلك بتحريف أو بجحود، هذا كله يسمى تعطيلًا. فأهل السنة والجماعة لا يعطلون أي اسم من أسماء الله، أو

(١) رواه البخاري (١٤٢) كتاب الوضوء/ باب ما يقول عند الخلاء. ومسلم (٣٧٥) كتاب الحيض/ باب ما يقول إذا أراد دخول الخلاء.

1 / 91