شرح العقيدة الواسطية للعثيمين
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
السادسة
سنة النشر
١٤٢١ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
قلنا: إخبار النبي ﷺ بذلك إقرار له، فتكون من شرعه ويكون نسخًا لما سبق من حكم الإسلام الأول.
"والبعث بعد الموت" البعث بمعنى الإخراج، يعني: إخراج الناس من قبورهم بعد موتهم.
وهذا من معتقد أهل السنة والجماعة.
وهذا ثابت بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين، بل إجماع اليهود والنصارى، حيث يقرون بأن هناك يومًا يبعث الناس فيه ويجازون:
- أما القرآن، فيقول الله ﷿: ﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ﴾ [التغابن: ٧] وقال ﷿: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ﴾ [المؤمنون: ١٥ - ١٦].
- وأما في السنة، فجاءت الأحاديث المتواترة عن النبي ﷺ في ذلك.
- وأجمع المسلمون على هذا إجماعًا قطعيًا، وأن الناس سيبعثون يوم القيامة ويلاقون ربهم ويجازون بأعمالهم، ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: ٧ - ٨].
﴿يَا أَيُّهَا الأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ﴾ [الانشقاق: ٦]، فتذكر هذا اللقاء حتى تعمل له، خوفًا من أن تقف بين يدي الله ﷿ يوم القيامة وليس عندك شيء من العمل الصالح، انظر
1 / 68