شرح العقيدة الواسطية للعثيمين
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
السادسة
سنة النشر
١٤٢١ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
عليه النبي ﷺ، وأصحابه، فهو ناج من البدع. و"كلها في النار إلا واحدة": إذا هي ناجية من النار، فالنجاة هنا من البدع في الدنيا، ومن النار في الآخرة.
" المنصورة إلى قيام الساعة " عبر المؤلف بذلك موافقة للحديث، حيث قال النبي ﷺ: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين" (١)، والظهور الانتصار، لقوله تعالى: ﴿فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾ [الصف: ١٤]، والذي ينصرها هو الله وملائكته والمؤمنون، فهي منصورة إلى قيام الساعة، منصورة من الرب ﷿، ومن الملائكة، ومن عباده المؤمنين، حتى قد ينصر الإنسان من الجن، ينصره الجن ويرهبون عدوه.
"إلى قيام الساعة"، أي: إلى يوم القيامة، فهي منصورة إلى قيام الساعة.
وهنا يرد إشكال، وهو أن الرسول ﵊ أخبر بأن الساعة تقوم على شرار الخلق (٢)، وأنه لا تقوم حتى لا يقال:
(١) ورد عن جمع من الصحابة ﵃، وهو حديث متواتركما نص على ذلك: شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط" (١/ ٦٩)، والكتاني في: "نظم المتناثر" (٩٤)، والزبيدي في "لقة اللالئ المتناثرة" (٦٨)، والألباني في "صلاة العيدين" (ص ٣٩ - ٤٠). أخرجه البخاري/ كتاب المناقب/ باب سؤال المشركين أن يريهم النبي ﷺ آية، ومسلم/ كتاب الإمارة/ باب قوله ﷺ: "لا تزال طائفة .... ". (٢) رواه مسلم (٢٩٤٩) عن ابن مسعود ﵁ في كتاب الفتن، باب قرب الساعة.
1 / 51