46

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

الناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

السادسة

سنة النشر

١٤٢١ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

الصيغة بين سؤال الله تعالى أن يحقق لنبيه الخيرات - وأخصها: الثناء عليه في الملأ الأعلى - وأن يزيد عنه الآفات، وكذلك من اتبعه. والجملة في قوله: "صلى" و"سلم" خبرية لفظًا طلبية معنى، لأن المراد بها الدعاء. قوله: "مزيدًا"، بمعنى: زائدًا أو زيادة، والمراد تسليمًا زائدًا على الصلاة، فيكون دعاء آخر بالسلام بعد الصلاة. والرسول عند أهل العلم: "من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه". وقد نبئ ﷺ بـ ﴿اقْرَأْ﴾ وأرسل بالمدثر (١)، فبقوله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾. إلى قوله: ﴿عَلَّمَ الأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق: ١ - ٥] كان نبيًا، وبقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ [المدثر: ١، ٢] كان رسولا ﵊. * قوله: "أماّ بعد؛ فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة؛ أهل السنة والجماعة". شرح: "أما بعد": (أما) هذه نائبة عن اسم شرط وفعله، التقدير: مهما يكن من شيء، قال ابن مالك:

(١) انظر "صحيح البخاري" (٣ و٤).

1 / 48